أكد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا ب"فورساتين"، أن عددا من المحتجين بالرابوني تمكنوا أمس الأربعاء من " توقيف صَهريجين لنقل المحروقات تعود مِلكيَّتها لولد البوهالي (يمين الصورة) وزير الدفاع بجبهة "البوليساريو" الانفصالية، كانتا متوجهتين إلى الأراضي الموريتانية". وأفاد المنتدى عبر بلاغ تتوفر عليه هسبريس، أن عملية التهريب هاته تُعدُّ " فضيحة كبرى تُبيِّن تورط قيادات البوليساريو في تهريب المحروقات على حساب السَّاكنة بالمخيمات التي تعيش منذ مدة على وقع الحرمان من هذه المادة الحيوية ما خلق أزمة حقيقية بالمخيمات استدعت خروج المواطنين في احتجاجات عارمة". وأضاف ذات المصدر، أنه وبمجرد توقيف المحتجين للصَّهريجين، "التَحقت بعين المكان فرق من القوات الخاصة التابعة لوزير الدفاع، والتي حاصَرت المحتجين وطوَّقت المكان وهدَّدت بالتدخل واستعمال الرصاص الحي، في حالة لم يُسمح للصهريجين بالعبور صوب الديار الموريتانية". وأفاد أن "التِحاق عدد كبير من ساكنة المخيمات بعد انتشار خبر توقيف الصهريجين وتضامن عدد من أعضاء البرلمان الصحراوي، أفْضى إلى توقيف الصهريجين وتسليمهما إلى الدرك الصحراوي ليتم نقلهما إلى مستودع الدرك في مسيرة حاشدة من السيارات والشاحنات المدنية التابعة للمحتجين". المحتجون، وفق " فورساتين" دائما، أصرُّوا على المكوث أمام البوابة الرئيسية لعدم ثقتهم في الوعود التي أعطتها قيادة "البوليساريو"، وطلبا في كشف لوبيات الفساد التي تستغل مُعاناة اللاجئين الصحراوين. تعليقا على الموضوع، قال البشير الدخيل أحد مؤسسي "البوليساريو" العائد إلى أرض الوطن، إن القيادة التي تم فرضها على صحراويي تيندوف من طرف السلطات الجزائرية منذ أزيد من ثلاثة عقود، جعلت مصير كل من سوَّلت له نفسُه أن يُخالف رأي هذه القيادة إما الحبس أو الإعدام أو التشريد والتنكيل. وأوضح الدخيل في تصريح لجريدة هسبريس، أن وزير الدفاع ولد البوهالي من بين أهم القيادات التي ترتكز عليها الجزائر، من أجل استغلال المواد الأساسية الموجهة لصحراويي تيندوف حيث يتم استغلالها وبيُعُها وخصوصا منها البنزين في الأراضي الجزائرية والمالية. كما أصبح أولاد قادة البوليساريو يتحكمون في بعض من الكتائب العسكرية ويقومون بفرض نظامهم على تلك المناطق. وزاد المتحدث، أن العديد من تلك المظاهر التي احتج عليها ساكنة تندوف تعود إلى سنوات خلت، فالأمر لم يعد سرا، حين اعترف أحد قادة البوليساريو خلال أحد المؤتمرات " كنا لا نملك شيئا واليوم أصبحت لنا بيوت وخيرات وكثير من الأموال في البنوك". جدير بالذكر، أن مخيمات تندوف تشهد منذ أزيد من أسبوع احتجاجات عارمة خاصة بالرابوني، توزعت بين مقر رئاسة البوليساريو ومديرية الأمن، اضطُرَّت معه قيادة البوليساريو إلى خَلق ممر خاص بسيارات النظام والوفود الرسمية عبر الحاجز الرملي المشيد أخيرا في إطار التضييق على حركة الساكنة.