حضر عدد كبير من القيادات السياسية والنقابية ومناضلون من المغرب العميق، وكذا المثقفون والرواد برواق المركز الثقافي للكتاب لمتابعة حفل توقيع رواية «”حافية القدمين” للمبدعة بديعة الراضي التي شدت فيها الرحال إبداعيا الى الهامش، وتحديدا القرية التي عاشت فيها المسماة ”المنسية” للتركيز على عوالمها. ومن جهة أخرى، اعتبرت الكاتبة الروائية والمسرحية بديعة الراضي، يوم السبت الماضي بالدارالبيضاء ، أن العمل الروائي يتميز بكونه دائم البحث عن قارئه وتغيير منظومته، لأنه فضاء شاسع للتعبير ومعانقة الحلم. وأوضحت، بمناسبة توقيع روايتها ” غرباء المحيط”، في إطار فعاليات الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، أن الرواية تتيح إمكانية التعبير وتوظيف جميع المكونات، وكذا الانفتاح على قراء من مختلف المستويات والآفاق . وأضافت الراضي، التي تشغل حاليا عضوا بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، أن الكتابة الحداثية تحاول أن تجعل من الرواية ملتقى للأجناس التعبيرية، ربما كي تكون غدا أم الفنون ، إلى جانب الشعر باعتباره أب الفنون . ولفتت إلى أن رواية “غرباء المحيط” ، التي تم نشرها سنة 2010، تحكي عن رحلة لثلاثة أصدقاء، حيث يمتزج فيها الواقع بالخيال في مجتمع يعج بكثير من الأسئلة الحارقة النابعة من محيط مليء بالمعاناة اليومية. وقالت إن مسيرة الكتابة بالنسبة لها تواصلت بصدور أعمال أخرى منها روايتها الجديدة “حافية القدمين”، التي جرى توقيعها أيضا خلال هذه الدورة من معرض الدارالبيضاء للكتاب والنشر و”في عمق الشرق”، مشيرة إلى أن عوالم هذه الرواية ، جرى تشييدها بناء على المكون السيرذاتي ، لكنها تستحضر مع ذلك ، عدة قضايا لها صلة بالشباب والأطفال والنساء والرجال . وتابعت أن الأمر يتعلق بمكون يرحل من عالم الواقع إلى عالم الخيال من أجل البحث عن الجمال الذي تتميز به الكتابة الروائية . وفي سياق متصل أبرزت أن الكتابة الروائية ” العالمة ” المبنية على وعي بمتطلبات الكلمات والأشياء ، هي التي تستطيع أن تستحضر المتلقي الضمني كي تستهدفه في الواقع ، مشيرة إلى أنها استحضرت بقوة هذا المتلقي ، الذي سيقرأ أعمالها في الواقع، سواء في روايتها الجديدة “حافية القدمين”، أو في رواية ” غرباء المحيط”. وأوضحت أن مبعث هذا الوعي ،بالنسبة لها، هو تكوينها الجامعي بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط ، حيث أنجزت بحوثا في مجال الرواية سواء في الإجازة أو ما بعدها ، مشيرة إلى أنها وظفت مختلف تقنيات الكتابة الروائية من أجل إنتاج أعمال روائية تجعل من الواقع المعيش عنصر أساسيا في الكتابة، لكن العالم الشاسع للرواية يعيد تركيبه وينسجه في قوالب إبداعية يحضر فيها الخيال بقوة يشار الى أنه صدر للكاتبة بديعة الراضي العديد من النصوص المسرحية منها: قادم، حدوثة مغربية، رجل من الصحراء، أحفاد عمر، وشبيهي الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية تحت عنوان “My double”، ضمن برنامج نساء من المتوسط بالاسكندرية سنة 2010 . وقد خاضت كذلك تجارب إعلامية ، كصحافية في عدة منابر إعلامية، منها جريدة ” أنوال ” ، و”السياسة الجديدة” ، و”الاتحاد الاشتراكي . ”