شمعة أخرى جد مضيئة في مجال الأغنية الأمازيغية المغربية تنطفئ ، بعد ما نال منها المرض اللعين. . الفنان عموري ، صاحب الابتسامة الجميلة و الجاذبة، الاسم الكبير في سماء الأغنية المغربية الأمازيغية يسلم الروح لبارئها في الساعات الأولى من صباح أول السبت بإحدى المصحات المتخصصة بالدار البيضاء بعد مقاومة شديدة للمرض اللعين في كبرياء وشموخ وصبر كبير.. كما هو شموخ بصماته الواضحة و الجلية التي وقع طيلة مشواره الفني المميز منذ السبعينيات من الفرن الماضي.. إنه رمز من الرموز الكبيرة المجددة في ميلوديا الأغنية الأمازيغية التي تجاوز بها الإطار المحلي و الوطني إلى الفضاء المغاربي و الدولي.. ولد هذا الفنان المغربي، صاحب أغنية "جانبيي" التي صورت معاناة مهاجري سوس بفرنسا وحاز بفضلها على الجائزة الأولى للأغنية المغربية سنة 1986 في المحمدية، سنة 1951 في بلدة ايركيتن بتارودانت. وبدأ الفنان الأمازيغي الراحل مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي أغان بالأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، قبل أن ينضم إلى العمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي التي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه" التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان" وتعد أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة، ولمشاهب. ويعد الانخراط في مجموعة "أوسمان" بمثابة البداية الحقيقية لمسار الفنان عموري مبارك الذي لعب دورا بارزا في إرساء قواعد الأغنية الأمازيغية العصرية، من خلال العديد من الأعمال التي شارك بها في عدة حفلات سواء داخل المغرب أو خارجه. وتميزت مجموعة "اوسمان" عن باقي المجموعات الموسيقية الأمازيغية الأخرى، بتأثرها الكبير بالموسيقى من خلال الاعتماد على آلات القيثارة، والكمان، والأكورديون، والمقامات الموسيقية الحديثة. وبعد مجموعة "أوسمان"، أكمل الفنان عموري مبارك مسيرته الفنية بالغناء الفردي، وكان حريصا على التعامل مع نخبة من كبار المبدعين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، أمثال الشاعر إبراهيم أخياط، وعلي صدقي أزايكو، ومحمد مستاوي، وغيرهم. وطغى على النصوص الغنائية للراحل عموري امبارك موضوعان أساسيان، هما الحرية، والهجرة والترحال المستمر.