توفي الفنان الامازيغي الكبير عموري مبارك، منتصف ليلة الجمعة-السبت، عن عمر يناهز 64 عام، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.. وقد غادر عملاق الموسيقى الامازيغية الحياة، حسب ما اوردته بعض المصادر القريبة من عائلة الفنان، بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، حيث كان يتلقى العلاج.. ولد الفنان المغربي عموري مبارك سنة 1951 في بلدة ايركيتن، بتارودانت، التي قضى بها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية. بدأ الفنان عموري مبارك مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. بعد ذلك التحق عموري بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي(AMREC)، التي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه"، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان"، والتي يمكن اعتبارها أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة ولمشاهب ومجموعة ايمازيغن(الخميسات). وقد تميزت فرقة "اوسمان"(البُروق، جمع برق)عن باقي المجموعات الموسيقية الأمازيغية الأخرى، بتأثرها الكبير بالموسيقى من خلال الاعتماد على آلات القيثارة، والكمان، والأكورديون، وغيرها، والمقامات الموسيقية الحديثة. وبعد تفرق أعضاء مجموعة "أوسمان" سنة 1977، أكمل الفنان عموري مبارك مسيرته الفنية بالغناء الفردي، وبالطريقة نفسها التي بدأ بها مع المجموعة، إذ كان حريصا على التعامل مع نخبة من كبار المبدعين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، أمثال الشاعر الكبير علي صدقي أزايكو وإبراهيم أخياط، ، ومحمد مستاوي، وغيرهم... وكان الفنان الأمازيغي، عموري مبارك، يعاني من مرض السرطان منذ مدة حيث دخل على إثر ذلك إحدى مصحات الحي الحسني بالدار البيضاء، في غياب تام للمسؤولين والمؤسسات الثقافية والفنية بالمغرب.. وفي حديث اوردته آنذاك بعض المصادر قال عموري مبارك، عن مرضه "أريد أن أعيش مرضي وحدي، أحاوره ويحاورني" !