بعد مسار فني طويل ومميز حافل بالعطاءات، جعل من الفنان عموري مبارك، واحد من أعمدة ورموز الأغنية الأمازيغية الملتزمة، دخل عموري، خلال الأيام الماضية، في صراع مع مرض السرطان بإحدى مصحات الدارالبيضاء التي يرقد بها منذ مدة. ورغم الحالة الصحية التي يوجد عليها الفنان المذكور، فهو يواجه محنة المرض بكبرياء وصبر أمام غياب وصمت الكثير من المؤسسات الفنية والثقافية التي غالبا ما تترك الفنانين المغاربة يواجهون مصيرهم في ظل المعاناة وقلة ذات اليد. مبارك قال فيما يشبه شجاعة نادرة يواجه بها مرضه الخبيث: "أريد أن أعيش مرضي وحدي، أحاوره ويحاورني". تجدر الإشارة، إلى أن الفنان عموري مبارك هو من مواليد سنة 1951 في بلدة ايركيتن، بتارودانت، التي قضى بها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية. بدأ مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. بعد ذلك التحق عموري بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي(AMREC)، التي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه"، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان"، والتي يمكن اعتبارها أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة ولمشاهب ومجموعة ايمازيغن... وقد تميزت فرقة "اوسمان"(البُروق، جمع برق)عن باقي المجموعات الموسيقية الأمازيغية الأخرى، بتأثرها الكبير بالموسيقى من خلال الاعتماد على آلات القيثارة، والكمان، والأكورديون، وغيرها، والمقامات الموسيقية الحديثة. كما ساهم الفنان عموري مبارك في أداء الكثير من روائع الأغنية الأمازيغية الملتزمة على مدى أربعة عقود من العطاء رغم الكثير من التحديات والظروف التي واجهها.