شخصيات من عالم النضال الحقوق، والتخصص الأكاديمي، وإعلاميون كانوا حاضرين بمقر المنظمة المغربية لحقوق الانسان عشية الأربعاء الماضي لتقديم مؤلف الزميل مصطفى العراقي رئيس التحرير السابق بجريدة الاتحاد الاشتراكي المعنون ب «”الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . قراءات وإضاءات»، بمشاركة الأستاذين الحبيب بلكوش ومصطفى الناوي. الحقوقية جميلة السيوري التي ترأست حفل قراءة مؤلف الزميل مصطفى العراقي، ذكرت بمسارات المؤلف التي تتقاطع بين الممارسة الإعلامية الطويلة في الصحافة المكتوبة، وبين النضال الحقوقي داخل المنظمة المغربية لحقوق الانسان، وكذا تجربة مميزة داخل المجلس الوطني لحقوق الانسان. واعتبرت السيوري أن اهتمام الصحفي بالإعلان العالمي لحقوق الانسان في سياقات وزمن مغربيين لهما دلالات خاصة، تعكس ميزة إيجابية للتعاطي الاعلامي مع الملف الحقوق بالمغرب وتتبع مساره، ومبادرة التأليف تضفي عليها شهادة خاصة عن حقبة من تاريخ المغرب. وسواء تعلق الأمر بشهادة رئيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان بوبكر لاركو أو مؤسسة ”فكر للتنمية والثقافة والعلوم” في شخص الأستاذ محمد درويش أو تدخلات العديد من الوجوه الحقوقية من قبيل المندوب الوزاري السابق المكلف بحقوق الانسان المحجوب الهيبة، والاستاذ الباحث الموساوي العجلاوي ، فقد كان القاسم المشترك هو التنويه بهذا المؤلف الذي ينقل القارئ إلى حقبة كان فيها الجهد الحقوقي منصبا على تعميق البعد الثقافي والتكويني، انطلاقا من مصادره الفضلى، واعتبار التجربة الاعلامية التي باشر من خلالها مصطفى العراقي إضاءات مختلف مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعيون متخصصين مغاربة، تشكل نموذج الاهتمام الإعلامي المميز. وفي قراءة الكتاب التي قدمها كل من الأستاذين الحبيب بلكوش ومصطفى الناوي، فقد كان التأصيل للتناول التاريخي للإعلان العالمي لحقوق الانسان وعلاقته بمناسبة الحديث عن المؤلف حاضرا بقوة، إذ اعتبر الحبيب بلكوش أن المؤلف هو شهادة على مرحلة ووثيقة تؤرخ لحقبة متميزة من تاريخ المغرب، حيث كان الفعل الحقوقي في أوجه، معتبرا أن المؤلف شاهد على إحدى مراحل الممارسة الحقوقية بالمغرب، ويوفر مادة خاما تسعف في قراءة المرحلة بما يتيح الاطلاع على سياقاتها ورهانات الحركة الحقوقية، ويؤسس في المنتهى لثقافة حقوقية بدأت تظهر الحاجة إليها اليوم. ووقف الحبيب بلكوش على تأثير التجربة الحقوقية في عمل الصحفي مصطفى العراقي، وتوقف مطولا عند البيت الذي مارس من داخله المؤلف نشاطه الحقوقي، وهو المنظمة المغربية لحقوق الانسان، والتي اكتسب فيها العراقي خبرة طويلة جعلت المسحة الحقوقية حاضرة في مسار المهنة التي مارسها لأزيد من ثلاثة عقود. الباحث والمحامي مصطفى الناوي سافر بالحاضرين إلى عناوين صادمة عن تراجع الثقافة الحقوقية وتوقف عند مقال للباحث الفرنسي مارسيل كوشي حول مأزق حقوق الانسان، تحدث فيه عن تراجع الثقافة الحقوقية، معتبرا أن تجربة الكتاب التي خاضها مصطفى العراقي تعيد شيئا من التوجه لثقافة حقوق الإنسان. الحفل اختتم بكلمة للزميل مصطفى العراقي، استحضر فيها سياقات ميلاد فكرة الكتاب وكذا سياقات إنجاز مواد صحفية حول مواد الإعلان العالمي لحقوق لانسان والتي لعب فيها الزعيم عبد الرحمان اليوسفي دورا مهما، حين كان يشرف على جريدة ”الاتحاد الاشتراكي”، معتبرا أن جزءا من الجميل في هذا الكتاب يعود لمسارات التكوين الحقوقي الذي تلقاه داخل بيته المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.