بعد السلفادور، قررت دولة بوليفيا، الاثنين الماضي، تعليق اعترافها ب "الجمهورية المزعومة" و"قطع جميع علاقاتها مع الكيان الوهمي"، وفقا لما أعلنته وزارة العلاقات الخارجية بالبلد الجنوب- أمريكي في بيان نشر على موقعها الرسمي. وأكدت بوليفيا أنها ستعتمد مبدأ "الحياد البناء" بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وأنها "ستعمل، من الآن، على دعم الجهود المبذولة في إطار منظمة الأممالمتحدة، من أجل حل سياسي عادل ومستدام ومقبول من لدن الأطراف طبقا للمبادئ والأهداف التي ينص عليها ميثاق الأممالمتحدة". وأبدت بوليفيا، في البيان ذاته، عزمها على بناء علاقة متجددة مع المملكة المغربية تقوم على "الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين". ويعتبر اعتماد بوليفيا لهذا الموقف ثمرة للتبادلات المكثفة والمثمرة بين وزارتي الشؤون الخارجية للبلدين منذ تولي حكومة جديدة للسلطة ببوليفيا في نونبر 2019. وجاء هذا القرار ليكرس المرحلة الجديدة والدينامية المثمرة التي باتت تطبع علاقات المملكة المغربية مع مختلف بلدان أمريكاالجنوبية. ومن جهة أخرى، أكدت مؤسسة "غلوبال أفريكا لاتينا"، التي تضم ائتلافا من المنظمات غير الحكومية بأمريكا اللاتينية، أن «البوليساريو»، تلقت صفعة جديدة بهذه المنطقة بعد إعلان بوليفيا عن قرار سحب اعترافها ب"الجمهورية المزعومة" و"قطع جميع علاقاتها مع الكيان الوهمي". وأبرز رئيس المؤسسة، أنطونيو يلبي أغيلار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "السلفادور قامت بالأمس بخطوة هامة، واليوم خطت بوليفيا خطوة مماثلة من أجل دعم مغربية الصحراء (…) هذا الزخم يؤكد فشل الأطروحة الانفصالية في أمريكا اللاتينية". وأشاد رئيس هذه المؤسسة، التي تضم فاعلين ثقافيين وأكاديميين ومدنيين من العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، بهذا التحول العميق في السياسة الخارجية للبلد الأمريكي الجنوبي لفائدة الوحدة الترابية للمملكة، معتبرا أن تبني بوليفيا لمثل هذا الموقف من شأنه أن يدشن مرحلة جديدة في مسلسل تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأضاف أن هذا القرار يكرس أيضا الدينامية المثمرة التي باتت تطبع العلاقات بين المملكة المغربية وكافة بلدان أمريكاالجنوبية. وقال أغيلار، وهو أيضا رئيس "مركز أمريكا اللاتينية للدراسات من أجل الديمقراطية"، إن هذه الخطوة جاءت تتويجا للجهود الدؤوبة للدبلوماسية المغربية لتعزيز العلاقات مع بلدان هذه المنطقة في إطار التعاون جنوب جنوب.