احتفي مهرجان برلين السينمائي في دورته ال65 والتي انطلقت مؤخرا بالعرض العالمي الأول لفيلم "ملكة الصحراء" للنجمة الاسترالية نيكول كيدمان والمخرج الألماني فيرنر هيرتزوج، والذي يحكي قصة حقيقية عن عالمة الآثار والمؤرخة المستشرقة "جيرتروود بل" التي سافرت إلى العراق وسوريا والأردن وإيران ومصر وغيرهما بصفة مستشارة للمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في بدايات القرن الماضي، ولعبت دوراً بالغ الأهمية في ترتيب أوضاع المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، ويتنافس الفيلم على جائزة الدب الذهبي بعد مشاركته في المسابقة الرسمية التي تضم 19 فيلما. يشهد هذا الفيلم تحول درامي في حياة النجمة نيكول كيدمان حيث تعيش في هذه التجربة أجواء مختلفة لم تعيشها من قبل حيث تم تصوير الفيلم بالكامل بين صحراء المغرب والأردن بعيدا عن استوديوهات هوليوود التقليدية، حيث تدور أحداث الفيلم بالكامل في منطقة الشرق الأوسط، وكان من المقرر أن تقوم بدور البطولة النجمة ناعومي واتس ولكنها تعتذر وتحل محلها نيكول كيدمان. وكان يطلق على ميس بيل لورانس العرب الأنثي التي كانت تتمتع بعلاقات مع معظم القبائل العربية وكانت لها علاقات واسعة في المنطقة لذلك سميت أيضا بملكة الصحراء ويذكر أنها لعبت دورا كبيرا في وضع حدود العراق وكان أهل العراق يلقبونها ب"الخاتون". وكان لمس بيل تمثال نصفي في المتحف العراقي الذي ارتبط تأسيسه باسمها ولكن التمثال اختفى من المتحف دون أثر قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003، والمعروف ان الخاتون ميس بيل أنها كانت تتحدث العربية أفضل من لورنس العرب حتى أن نيكول كيدمان قامت بحفظ بعض العبارات العربية لتستخدمها في هذا الفيلم الذي شارك في بطولته أيضا النجم جيمس فرانكو، روبرت باتنسون، داميان لويس. ورغم الاحتفاء الكبير الذي أقامه المهرجان للفيلم إلا أن الصحافة العالمية وصفت الفيلم بأنه مخيب للآمال ولم يكن على المستوي المتوقع حتى أن التقييم الذي تقدمه مجلة سكرين لأفلام المسابقة والذي يشارك فيه 8 نقاد من كبرى الصحف العالمية منحته تقدير "معقول" والذي لم يرتق لمستوي الجيد بينما منحه أحد النقاد تقدير "سيء" باعتبار أن الفيلم تعامل مع القصة بسطحية شديدة ولم يبرز قيمة الشخصية والإلقاء بها في مناطق ليس لها قيمة، حتى أن أداء نيكول كيدمان لم يكن مؤثرا ولم تنجح في الإمساك بروح الشخصية كما اهتم هيرتزوج بتصوير لقطات للصحراء على حساب دراما الفيلم بشكل عام. وقد توفيت مس بيل في بغداد عام 1926 ودفنت بعد تناولها جرعة زائدة من حبوب النوم ربما متعمدة. ودفنت في مقبرة مسيحية. وقد أكدت نيكول كيدمان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المهرجان أن هذا الفيلم كان يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لها، مؤكدة انه من أصعب الأفلام الذي قدمتها، وقالت كيدمان لقد قررت إنهاء مرحلة الراحة في حياتي والبحث عن مغامرات فنية في هذا الوقت. وأضافت كيدمان: لا أريد ان أحصر نفسي بين المنزل واستوديوهات هوليوود ويجب عليها النتقل بين البلدان لاكتشاف عوالم مختلفة وهذا ما وجدته في فيلم "ملكة الصحراء" واستطردت كيدمان: التجربة مع هيرتزوج كانت ممتعة وقد عشت معه لحظات في هذه التجربة لم أعشها من قبل ولم افعها ايضا في حياتي قط. 0,