عُرف باسم «مسجد سيدي محمد» بحي درب ميلان حي عمر بن الخطاب حالياً ، والمطل على شارع الجولان بمدينة الدارالبيضاء، بُني منذ سنوات عديدة، وشكل مسجد المنطقة الرئيسي، حيث كانت الساكنة تؤدي به الصلوات الخمس اليومية ، وكذا صلاة الجمعة، كما كان يشكل وجهة مئات «ضيوف الرحمان» خلال صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك طيلة سنوات، بحضور قراء من ذوي الأصوات المتميزة من أبناء الحي. هذا المسجد العتيق عرف تغييرات جذرية من خلال عملية التوسيع وإعادة بناء الصومعة الصغيرة، حيث كلَّفت إحدى السيدات المحسنات ابنها، حسب مصادر عليمة ، بالقيام بهذا العمل الخيري، والمساهمة في إعادة وتهيئة بيت من بيوت الله. وقد استبشر سكان الحي خيراً، وذلك بداية من يوم 8 أكتوبر 2011، الذي هو موعد بداية إعادة البناء. إلا أنه بعد مرور سنتين، ونتيجة بطء الأشغال، وبالضبط منذ شهر نونبر 2013، توقف ، بشكل مفالجئ ، ورش البناء ولم تكتمل الأشغال .. وهي وضعية جعلت سكان الحي، وكذا المارة الذين كانوا يؤدون الصلوات اليومية، خصوصاً تجار قيسارية درب ميلان، بهذا المسجد ، يطرحون أسئلة كثيرة بشأن هذا التوقف ؟ وقد زارت الجريدة مسجد سيدي محمد هذا ، الأسبوع الماضي، واستقت العديد من التصريحات ، أدلى بها بعض أبناء المنطقة، من ضمنهم أحد المسنين ، الذي كان يتحدث بمرارة بالغة حول الوضعية التي أضحى عليها « ورش أشغال توسيع بيت من بيوت الله»، الذي صار ملاذا ل «المتشردين والمنحرفين الذين لا يحترمون قداسة المكان، من خلال ممارسة الرذيلة بمختلف تجلياتها، كما أصبح فضاء يقصده عدد من القاصرات رفقة شبان ويافعين وعلى مرأى من الناس، مستغلّين الظلام السائد ، للقيام بسلوكات يستحيي المرء من وصفها ، دون مراعاة لمكان كان يُرفع فيه الأذان خمس مرات في اليوم، ويجتمع فيه العشرات من المؤمنين لأداء الصلوات اليومية وصلاة الجمعة» . وقبل أن يختم حديثه، توجّه هذا الشيخ إلى الله العلي القدير داعيا أن يوفر له «أحد المحسنين من محبي فعل الخير ليتكلف بإتمام أشغال البناء ، والله لا يضيع أجر المحسنين». في السياق ذاته تساءل عدد ممن استمعنا إليهم ، عن موقف ممثلي الوزارة الوصية من الوضعية «غير المشرفة» التي أصبح عليها «مسجد درب ميلان» هذا ، خصوصاً وأنه يتواجد على جنبات شارع الجولان، مروراً بنهاية شارع الفداء صوب سيدي عثمان وابن امسيك ، مؤكدين أن «حالته» تتطلب تدخلا عاجلا، سواء بالبحث عن محسن من ذوي الأريحية، لإتمام الأشغال، حتى يفتح المسجد أبوابه من جديد في وجه المصلين من أبناء الحي وغيرهم، ويستعيد دوره «الروحاني» من خلال استقبال ضيوف الرحمان، الباحثين عن سكينة وطمأنينة استثنائية، بعيدا عن فتنة وضوضاء المشاغل الدنيوية الضاغطة بشتى تمظهراتها ، وفي الآن ذاته وضع حد للسلوكات المنحرفة التي تمارس داخل «فضائه» دون أدنى احترام ل«حرمة» المكان!؟