الشاعر صلاح بوسريف في «حضرة الدراويش» عن مؤسسة «مقاربات للنشر» بفاس، صدر عمل جديد للشاعر صلاح بوسريف بعنوان» لا أحد سواي (مكاشفات شمس الدين التبريزي)» وهو عمل شعري يأخذنا إلى عوالم التصوف، واللغة الشعرية الإشراقية التي تسعى الى اكتناه الصور والمجازات، وإلى محاورة كبار المتصوفة المسلمين، لا العرب وحدهم. هذا العمل الشعري، كما يقول صلاح بوسريف، هو عمل، في طبيعته، كان ينبغي أن يكون سابقا ل»يااااهذا تكلم لأراك» الذي صدر عن «دار فضاءات» بالاردن عن جلال الدين الرومي، كون التبريزي كان هو من غير مجرى حياة الرومي، وأدخله إلى عوالم التصوف، الذي تمخضت عنه الطريقة المولوية المنسوبة للرومي. وقد كان صلاح بوسريف، استحضر تجربة الرومي في ديوانه الأول «فاكهة الليل» الصادر سنة 1974، لكنه، هنا، عاد أليها بعمق وتصور آخرين. يحاور صلاح بوسريف في هذا العمل الشعري، تجربة شمس الدين التبريزي من خلال عمله الوحيد «مقالات التبريزي»، ساعيا الى الكشف عن الجوهر الكامن في الرؤية التي تجمع الصوفية، عموما، بالأفق الكوني الإنساني، وفي تمثلاتها لمفهوم الوجود والخلق والإنسان. العمل نص شعري متواصل، رغم وجود عناوين فرعية، يدخل ضمن ما يسميه بوسريف ب»حداثة الكتابة «، وهو ما دأب على نهجه في أعماله الأخيرة، بداية من «حامل المرآة»، وصولا الى عمله الجديد الذي سيصدر عن دار «فضاءات» في جزأين: «مثالب هوميروس». نقرأ من الديوان: «مرتابٌ، على هواكَ تعبرُ الطرقات، لا شيوخَ، أنتَ الشيخُ، لا مريدين، فأنتَ تسيرُ حيث تريدُ. عيناااكَ على النهر، ويداك تلوحان إلى أمواج بحر عالية».