أكدت بعثة المينورسو، التابعة للأمم المتحدة، أنها اتخذت الإجراءات اللازمة في مواجهة التحذيرات من عمليات قد تستهدف المواطنين الإسبان والأجانب المتواجدين في مخيمات تندوف بالجزائر. ونقلت وكالة «إيفي» للأنباء عن المسؤؤول الإعلامي للمينورسو تأكيده اتخاذ هذه الإجراءات على إثر معلومات توصلت بها البعثة من طرف السلطات الإسبانية والجزائرية، دون أن يقدم مزيدا من المعطيات. وكانت الحكومة الإسبانية سباقة لتوجيه تحذير إلى مواطنيها من مغبة السفر إلى مخيمات تندوف، حيث صرحت نائبة رئيس الحكومة، في 28 نونبر الماضي، بأن هناك « تهديدا جديا» لاستهدافهم، وأن هذا التحذير جاء بعد توصل مدريد بمعلومات دقيقة تفيد باحتمال وقوع أعمال إرهابية أواختطاف لمواطنين إسبان. بدورها أكدت الخارجية الإسبانية أن « حالة عدم الاستقرار في شمال مالي وتصاعد أنشطة المجموعات الإرهابية في المنطقة يمكن أن يهددا الوضع الأمني في المنطقة حيث تتواجد مخيمات تندوف «. وبالتالي فإن « الحكومة الإسبانية توصي المواطنين الإسبان بعدم السفر إلى هذه المنطقة والذين ليس تواجدهم هناك ضروريا، بالمغادرة في أقرب وقت». وفي 2 دجنبر، اعترف مصدر أمني جزائري أن بلاده حذرت المينورسو من المخاطر في مخيمات تندوف، غير أنه في نفس اليوم، خرج الناطق باسم الخارجية الجزائرية ليقول بأن الجزائر لم تصدر أي تحذير. غير أن إسبانيا سترد على هذا النفي بعد يوم من ذلك، حيث ستؤكد وزيرة الدفاع بالجار الشمالي، مارغاريتا روبليس، جدية هذه التحذيرات، وقالت روبليس في حديث لإذاعة « كادينا صير»، إن الأمر يتعلق بتهديد جدي أكدته أجهزة الاستخبارات الأجنبية، التي تعمل في المنطقة. بدوره أكد المنتدى الكناري الصحراوي جدية هذه التهديدات، وقال في بلاغ نشرته عدة وسائل إعلامية إسبانية إن التحذيرات التي وجهتها الحكومة الإسبانية تتعلق بتهديدات حقيقية تحيق بالمواطنين الإسبان والمصالح الإسبانية، كما ندد المنتدى بقيادة البوليساريو التي تسعى إلى التقليل من جدية هذه التحذيرات. وسبق لمواطنين إسبان ومواطنة إيطالية أن اختطفوا في مخيمات تندوف نهاية 2011 قبل أن يتم تحريرهم تسعة أشهر بعد ذلك. ففي يوليوز 2012 سارعت إسبانيا إلى نقل 12 إسبانيا وفرنسيين اثنين ومواطن إيطالي من المخيمات قبل أيام من إطلاق عملية أدت إلى تحرير الرهائن الثلاثة، الإسبانية آينهوا فيرنانديز دي رنكون، الإسباني إنريكي غونيالونز والإيطالية روسيلا أولو، الذين كانوا قد اختطفوا تسعة أشهر قبل ذلك في الرابوني حيث يوجد مقر قيادة ميليشيا البوليساريو، ونقلوا إلى مالي.