كذبت بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء المعروفة اختصارا ب“المينورسو“، في أقل من 72 ساعة، جبهة البوليساريو، وبرأت السلطات المغربية والإسبانية من اختلاق التحذيرالأمني بخصوص وجود تهديد وشيك على المواطنين الإسبان في مخيمات تندوف، بتأكيدها على أن التهديد حقيقي، بل أكثر من ذلك، أحدث هذا التهديد نوعا من التباين في المواقفبين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الجزائرية والحكومة الجزائرية، إذ في الوقت الذي حذرت فيه الأولى “المينورسو” من وجود تهديد في المناطق الواقعة شرق الجدار الرملي، خرجت الثانية لتكذب ذلك. هذا ما كشفه تحذير ثان لوزارة الخارجية الإسبانية، يوم أول أمس الاثنين، بعد التحذير الأول الذي أصدرته يوم الأربعاء الماضي، حسب ما أوردته وكالة الأنباءالرسمية الإسبانية “إيفي” ومواقع إعلامية أخرى إسبانية وجزائرية. في هذا الصدد، كشف تحذير ثان لوزارة الخارجية الإسبانية، بتاريخ 2 دجنبر 2019، أن “انعدام الاستقرار المتزايد في شمال مالي والنشاط المتنامي للجماعات الإرهابية فيالمنطقة، يمكن أن يؤثرا على الوضع الأمني في المنطقة التي تتواجد فيها مخيمات تندوف“. وردا على محاولة البوليساريو تسييس التحذير الأول وربطه بالزيارة التي قام بها ناصربوريطة، وزير الخارجية المغربي، يوم الأربعاء الماضي إلى مدريد، أكدت وزارة الخارجية الإسبانية أن “المينورسو، البعثة الأممية، حذرت من إمكانية حدوث اختطافات واعتداءاتوشيكة ضد الإسبان في مخيمات تندوف“. من جهتها، أشارت صحيفة “إلباييس” إلى أنها حصلت على وثيقة تابعة للمينورسو تطلب فيها من المتعاونين الأجانب المتواجدين في المخيمات القريبة من تندوف أن يؤخذوا الإجراءاتالأمنية الضرورية. وتبرز الوثيقة أن “التهديد الأمني” مصدره الحكومة الجزائرية، والتي “تتأسس على معلومة تفيد بالتحضير لاختطاف أجانب في مخيمات اللاجئين (الصحراويين) وفي مناطق شرق الجدار، وبوجود مخططات إجرامية ضد المصالح الإسبانية في المخيمات“. ونصحت “المينورسو” الأجانب في مخيمات تندوف بعدم الخروج بعد الساعة العاشرةليلا إلا لأسباب قاهرة. في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، بن علي الشريف عبد العزيز، مساء يوم أول أمس الاثنين، إن “التحذير المزعوم” الذي تكون الحكومةالجزائرية قد أبلغته للمينورسو حول “خطر تعرض الأجانب للاختطاف في المخيمات الصحراوية بتندوف“، مثلما ادعته بعض وسائل الإعلام الأجنبية، هو مجرد مناورة للمساس بالجزائر. لكن “إيفي“، أكدت، نقلا عن مصدر أمني، أن الحكومة الجزائرية وجهت إنذارا أمنيا إلى المينورسو لتحذيرها من خطر اختطاف أجانب في المخيمات الصحراوية، وبالضبط فيالمناطق القريبة من الجدار الفاصل مع المغرب. وترى صحيفة “إلباييس“، نقلا عن مصادرها، أن التهديد يتمثل في الجماعة الإرهابية “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” التابعة لداعش، والتي يقودها عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي لديه ارتباطات في المخيمات بحكم أنه رأى النور في الصحراء. وعلى عكس ما قاله المسؤول الجزائري، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، المينورسو على علم بالتهديد القائم “ضد المصالح الإسبانية“، وأن الحكومة الإسبانية لم تبن تحذيرها “على مؤامرات لا وجود لها على الإطلاق“، في رد واضح على جبهة البوليساريو، التي قالت إن الرباط هي من دفعت إسبانيا إلى تعميم ذلك التحذير، قبل أن يتبين أن المغربلا علاقة له بالتحذير، وأن مصدره الجزائر والمينورسو. واستطرد أن التحذير “لا خلفيات سياسية له“، بل “تهديد إرهابي“.