باتت التحذيرات التي أطلقتها وزارة الخارجية الإسبانية بشأن مخاطر زيارة مخيمات تندوف واقعية، إذ أخذت بعثة "المينورسو" بالصحراء هذه التنبيهات من المخاطر التي تُحدق بالساكنة الصحراوية في المنطقة بعين الاعتبار، عقب توصّلها بمعلومة أمنية من لدن المخابرات الفرنسية بخصوص الهجوم الإرهابي الوشيك الذي كاد يستهدف الصحراويين في مخيمات تندوف، الأسبوع الماضي، لكن العملية الإرهابية باءت بالفشل بعد نجاح القوات الأمنية في تحييدها. وحسب ما نشرته الإذاعة الإسبانية "cadena ser" فقد تقاسمت المخابرات الفرنسية مع نظيرتها الإسبانية، بحر الأسبوع المنصرم، تحذيرا أمنيا بشأن هجوم إرهابي وشيك في مخيمات تندوف. ويتعلق الأمر بثلاث سيارات بها متفجرات، كادت تستهدف المحتجزين الصحراويين في المنطقة المحيطة بتندوف، إلا أنه جرى تحييد العملية الإرهابية، بتعبير المصدر عينه. وأوضحت الإذاعة الإسبانية أن "الجزائر وبعثة المينورسو بالصحراء لم يُعلنا بعد عن التحذير، لكن بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء أيّدت التنبيه الذي أطلقته وزارة الخارجية الإسبانية بشأن هجوم إرهابي محتمل في المخيمات"، مشددة على أنه "لا يُنصح بزيارة المعسكرات الصحراوية في الظرفية الراهنة". وفي سياق متصل، كشفت الصحيفة الإلكترونية الجزائرية "Tout sur l'Algérie" أن الحكومة الجزائرية أصدرت إنذارا أمنيا لبعثة "المينورسو" في الصحراء، تشير فيه إلى "وجود خطة إجرامية لخطف الأجانب في مخيمات المحتجزين بتندوف والمناطق الواقعة شرق الجدار الرملي"، داعية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أعضاء البعثة. وتورد الصحيفة عينها أن الحكومة الجزائرية وجهت رسالة إلى بعثة "المينورسو" بالصحراء، تدعو فيها إلى "حظر التجول بعد الساعة العاشرة مساءً، باستثناء حالات الطوارئ"، مبرزة أن "أي تحرك بعد العاشرة مساءً ينبغي أن يكون تحت حراسة مشددة، وفق البروتوكولات الأمنية الجاري بها العمل". في هذا الصدد، قال عبد الفتاح فاتحي، الخبير القانوني الباحث في قضايا شؤون الصحراء، إن "مسؤولية الجزائر وجبهة البوليساريو قائمة في المجال، ما مرده إلى وجود عناصر في مخيمات تندوف ثبُت تعاونها مع الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل والصحراء، التي تنشط في الاتجار بالبشر والسلاح والأنشطة الإرهابية، خاصة أن جبهة البوليساريو تحاول التغطية على تراجع المساعدات الغذائية التي كانت تجعل منها وسيلة لمراكمة الاختلاسات المالية التي تُوظف في دبلوماسيتها". وأضاف فاتحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوضع ليس استثناءً، إذ سبق اختطاف رهائن من فرنسا وإسبانيا داخل مخيمات تندوف، مثلما وقع سنة 2012 حينما تم اختطاف أجانب، لم يُفرج عنهم إلا بعد تقديم فدية داخل المخيمات نفسها"، مؤكدا أن "التحذير الإسباني مبني على تقارير أمنية واستخباراتية فرنسية وإسبانية وأمريكية ومغربية". وأوضح الخبير في شؤون الصحراء أن "هنالك نزوعاً لعناصر جبهة البوليساريو من أجل التعاطي مع الجماعات الإسلامية"، مبرزا أن "الهجوم الإرهابي الذي تم إحباطه ينفي ادعاءات الصحف الجزائرية بكون تحذير مدريد ترضية للرباط، وكذلك لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الذي زار إسبانيا"، وزاد: "شهد شاهد من داخل الجزائر بأن هناك تهديدات حقيقية تمس أمن الساحل والصحراء".