اختُتمت سماء أول أمس السبت، 16 نونبر الجاري، بالمركب الثقافي بالناظور فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، الذي يشرف على تنظيمه مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم، في مدينة الناظور على إيقاع توزيع الجوائز وإلقاء كلمات رسمية افتتحها مدير المهرجان عبد السلام بوطيب، الذي كشف أن هاته التظاهرة السينمائية الدولية تتطلب بذل جهود مستمرة للوصول إلى مستوى الطموحات، مبرزا أن الدورة الحالية لم تكن في مستوى سابقاتها على المستوى الفني و التقني بسبب الظروف المناخية السيئة التي عرفتها مدينة الناظور في المدة الأخيرة، في المقابل – يضيف بوطيب – سجلت الدورة مكتسبات مهمة على مستوى الانفتاح و التفاعل الإيجابي مع المؤسسات التعليمية و الجامعية، وعلى مستوى استقطاب جماهير غفيرة إلى العروض الفيلمية بالمهرجان، خصوصا في ما يتعلق بالأفلام المحلية، الامر الذي يستدعي إنشاء قاعة متعددة الاختصاصات تحتضن كل ماهو سينمائي، مسرحي، موسيقي وغيره. في حين اعتبر وزير العدل والحريات السابق محمد أوجار، التي تحمل الدورة اسمه، أن السينما هي الحرية، هي السفر بأحلام البلد والأجيال والمواطنات والمواطنين..، شاكرا في هذا السياق المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة لاشتغاله في هذا الاتجاه، مبرزا جهود جلالة الملك محمد السادس لوضع حد لمسلسل الانتهاكات الجسيمة للسنوات الماضية، وجهود الكثير من الدول التي اشتغلت على المصالحات، غير أن المغرب تميز عن غيره البلدان كونه قام بالمصالحة في نفس الدستور وفي نفس النظام السياسي.. وبجرأة كبيرة بدون رغبة في الانتقام، وهذه العملية – يقول أوجار – نحن مدينون لها لروح التسامح لدى ضحايا سنوات الرصاص في خضم وصول المعارضة بقيادة عبد الرحمان اليوسفي إلى الحكم. في هذا الإطار فقد حاز الجائزة الكبرى “مارتشيكا” للأفلام السينمائية الطويلة، للفيلم المغربي “امباركة” (la guerrisseuse) للمخرج المغربي محمد زين الدين. ل” تميز لغته البصرية متعددة الأبعاد وقدرته على التعامل مع الشخصيات استثنائية قادمة من بيئة اجتماعية قاسية.. كما جاء في تقرير لجنة التحكيم. وتوجت الممثلة الارجنتينية ميرسيديس فونيس بجائزة أحسن ممثلة بعد تألقها في فيلم “أناتيتا من بونوسرس “، مع التنويه بالممثلة كارينا كيدي لمشاركتها الرفيعة في الفيلم المكسيكي “لوس اديوس”. وعادت جائزة أحسن ممثل للممثل المغربي حسن بديدة لتألقه في فيلم “ويكيليكس دوار البوم” للمخرج عزب العرب العلوي لمحارزي، مع التنويه بالممثل المغربي محمد الرزين في دور الأب في فيلم “ويكيليكس دوار البوم” أيضا. جائزة السيناريو فاز بها الفيلم المغربي “ويكيليكس دوار البوم” للمخرج المغربي عز العرب العلوي، وذلك لتناوله موضوعا خاصا يعبر عن مرحلة تاريخية مأساوية من تاريخ المغرب المعاصر، إضافة إلى عرضه شخصيات اجتماعية مركبة وحادة. يقول تقرير لجنة التحكيم، مع التنويه ، في السياق ذاته بالفيلم الهندي ” TO let ” للمخرج شيزيان را. على مستوى الأفلام القصيرة، فقد حاز الجائزة الكبرى الخاصة للمهرجان فيلم “ياسمين” للمخرج المغربي علي الصميلي والفرنسية كلير كاهين ن ويتعلق فيلمهما بحكاية شابة تعشق كرة القدم وتعيش في وضعية غير قانونية على التراب الفرنسي مع أبيها وخليلته. بالنسبة لمسابقة الأفلام الوثائقية، فقد منحت جائزة البحث الوثائقي للفيلم “التفاوض” للكولمبية ماركريتا ماتينيز ، الذي تطرق لمسالة التفاوض بين الحكومة الكولمبية ومجموعة الفرك. فيما ذهبت الجائزة الكبرى للفيلم الاسباني” محاكمة فرانكو او نوربارك على الطريقة الاسبانية” للمخرجين ديتمار بوست ولوسيا بلاسيوس، كما نوهت لجنة التحكيم بالفيلم الفرنسي الجنوب الأفريقي “محاكمة مانديلا والأخرون. وفي ما يتعلق بالمسابقة الخاصة بالأفلام المغربية التي تناولت حقبة سنوات الرصاص، فقد أجمعت لجنة على منح الجائزة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، الجهة التي عملت على شراء وتوزيع هذه الأفلام على المهتمين بحقوق الإنسان بعد تعذر عليهم أمر التحكيم فنيا وتقنيا لهذه الأفلام لبعد سنوات الإنتاج بين هاته الأفلام.. والأفلام المعنية هي “ذاكرة معتقلة (2004) للمخرج الجيلالي فرحاتي، ” منى صابر” (2001) للمخرج عبد الحي العراقي، “علي، ربيعة و الآخرون” (2000) للمخرج أحمد بولان، ” طيف نزار” (2001) للمخرج كمال كمال، “درب مولاي الشريف” (2004) للمخرج حسن بنجلون، ” ضربة في الراس” (2017) للمخرج هشام العسري، “الريف 58/59” (2014) للمخرج طارق الإدريسي. هذا، و تجدر الإشارة إلى أن إلى أن الفيلم المغربي الروائي الحائز على الجائزة الكبرى للدورة الثامنة للمهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة بالناظور، فقد سبق له أن توج بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية، حيث ، على سبيل المثال حاز جوائز لجنة التحكيم و الإخراج وأحسن ممثلة.. بالمهرجان الوطني للفيلم الاخير بطنجة، وهو فيلم يستعرض حكاية ضاحية من ضواحي إحدى المدن المنجمية، حيث يحاول الفتى عبدو ذو 16 سنة الخروج من وضع الهشاشة الذي يعيش فيه بتعلم القراءة و الكتابة، وهو وضع أسهمت فيه أمه بالتبني “امباركة” مداوية الحي التقليدية التي يهابها الناس و يقدرونها. وفي يوم من الأيام سيقنع “عبدو” “اشعيبة” الثلاثيني اللص المشاغب بزيارة “امباركة” للتداوي من القوباء ( الإكزيما). وهنا ستنشأ بين الثلاثة علاقة متينة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن لجن تحكيم مسابقات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، التي نظمت تحت شعار ” ذاكرة المستقبل أو كيف يمكن للسينما إعلاء تجارب المصالحة وثقافة السلم”، كانت تتشكل من الديبلوماسي والكاتب المغربي عبدالقادر الشاوي رئيسا للجنة الأفلام الوثائقية ورافقه في اللجنة كل من أليخاندرا تريليس من اوروغواي،أتووالبا ليشي من فينيزويلا،جويل كالميت من فرنسا، نينو كيرداتسكي من جورجيا، هلين باندينتير من فرنسا، رافاييل كيريرو من اسبانيا. فيما ترأست المخرجة اليونانية كريستينا جيروجاني لجنة الأفلام الطويلة، ورافقها في اللجنة كل من ايكور ماناييف من أوكرانيا، جورج بالابانوف من بلغاريا، ديديي روسل من فرنسا، محمد نظيف من المغرب، هاني المصطفي من مصر،عبد الحميد بن عمارة من الجزائر، وترأست المخرجة الاسبانية ماريا اغليسياس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة ورافقها في اللجنة كل من سناء موزيان من المغرب، لوليي فيرنيت الصنهاجي من فرنسا، ماريا أوخينيا هرننديس من كولومبيا، لوسيا دي كارفيلو من البرتغال، كلياني فليسا من اليونان، سعاد بوشناق من فلسطين بينما ترأس الناقد والباحث السينمائي المغربي عبد الرزاق الزاهر لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالسينما وقضايا الزمن الراهن، ورافقه في اللجنة ثلة من السينمائيين و المفكرين و المؤرخين و السياسيين والحقوقيين وهم العراقي عبد الحسين شعبان واللبنانية سلامه، والفرنسية إيستير ريجينا والمصري خالد شوكت و عبد المنعم الفقير، والمغاربيين أحمد زاهيد و عبد الحليم.