الفيلم السويسري «البساط الأحمر» يفوز بجائزة «مارتشيكا» فاز الفيلم السويسري "البساط الأحمر" للمخرجين فريد بايليف وكانتراما كاهيغيري، بجائزة "مارتشيكا"، كأحسن فيلم برسم الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، الذي اختتمت فعالياته أول أمس بالناظور، فيما حاز على الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي الأسترالي، شريط "مكان للجميع" للمخرجين انجيلوس راليس وهانس إلرايش غوسل، والذي يحكي عن الإبادة الجماعية في رواندا، أما جائزة اللجنة العلمية فقد فاز بها مناصفة الشريط الوثائقي "الريف 1959، تكسير حاجز الصمت " والفيلم الوثائقي "مكان للجميع". وسط حضور حصري للفنانين والجمهور وغياب لافت للمسؤولين الرسميين، تم إسدال الستار على فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان، حيث تميزت الأمسية بإسهام جميل للفنان المتألق مارسيل خليفة الذي أدى أغنيتين، رافقه الجمهور في تأديتهما وكانتا عن الحب والحرية، تلى ذلك إطلاق "نداء الناظور"، الذي تم اعتباره بمثابة مرافعة تهدف محاولة إطلاق مسار مغاربي من طرف النخب الفنية والفكرية والحقوقية، وعقبه تم الإعلان عن الأعمال الفائزة والفنانين المتوجين هذه السنة، حيث حازت على لقب أحسن دور نسائي، الممثلة الإفوارية ريني سالي كوليبالي التي أدت الدور الثاني في فيلم "أركض"، لمخرجه "فيليب لاكوت، فيما عاد أحسن دور رجالي لمجموعة الممثلين الرجال المشاركين في فيلم "البساط الأحمر، وكانت جائزة أحسن سيناريو من نصيب الجزائري مرزاق علواش عن فيلمه "السطوح"، و حصل الشريط الوثائقي "المنطقة البينية" لمخرجه دافيد فيديل، والذي يحكي عن المهاجرين القادمين من بلدان جنوب الصحراء، على إشادة وتنويه خاصين من لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي . وحصل كل من الفيلم الوثائقي "لوران غباغبو" لمخرجه سعيد مبومبو باندا والفيلم القصير"من أجل أبي"، لمخرجه فريد الركراكي، والذي أدى فيه دور البطولة الشاب أمين التاج من الناظور، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، على تنويه من اللجنة العلمية التي ترأسها الإعلامي والكاتب طلحة جبريل والذي أشار بشكل ضمني إلى ضرورة ان يبرمج المهرجان مسابقة رسمية خاصة بالأفلام القصيرة في القادم من الدورات"، مبرزا أن الفيلم القصير لفريد الركراكي كان من المفترض ان ينال إحدى جوائز اللجنة لو كانت هناك مسابقة خاصة بهذا النوع من الأشرطة". هذا، وشهد حفل الختام تكريم صاحب برنامج "سينما الخميس " الصحفي محمد حسن الوالي المعروف ب"علي حسن"، والفنان محمد الشوبي، كما تم تكريم فريق الفنانين والفنانات الذين اشتغلوا بمسلسل "تاميمونت "، فضلا عن تكريم الممثلة والمغنية : سناء موزيان إحدى بطلات شريط الباحثات عن الحرية لمخرجته إيناس دغيدي. وتميز الحفل الختامي بنص الكلمة الذي تلاه رئيس المركز عبد السلام بوطيب وعبر من خلاله عن الشكر والامتنان لكل من ساهم في إنجاح المحطة الرابعة من المهرجان، قبل أن يتقدم الجزائري عبدو بنجدي لتلاوة نص "نداء الناظور" الذي صاغته مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والفنية على هامش هذا المهرجان، والذي دعى إلى بناء شبكات تواصل مكونة من النخب الفنية و الفكرية والحقوقية لإعلاء صوت الشعوب ولإسماع نبض مجتمعاتها وطموحها للتحرر و الديمقراطية والكرامة والسلم و الاستقرار بٌغية تحقيق ما تصبو إليه وتتجاوز العراقيل التي تحول دون تواصلها مؤكداً على الأهمية القصوى للعمل الثقافي و مكانة الذاكرة في رفض الانغلاق و التطرف وإبراز التعدد والتنوع في مكونات الهويات. وأبرز الصحفي والكاتب المعطي قبال الذي أعلن عن الجائزة نيابة عن رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، الكاتب، محمد الطوزي، أن اللجنة التي تضم مفكرين وسينمائيين وسياسيين وفنانين من إفريقيا وأوروبا، اختارت بأغلبية أعضائها فيلم "البساط الأحمر"ليتوج خلال هذه الدورة، فيما أعلن رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، المخرج المغربي علي الصافي، أن فيلم" مكان للجميع " الذي يحكي عن مأساة الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا، والذي حاز على جائزة اللجنة، قد تم اختياره بإجماع أعضاء لجنة التحكيم بفضل كتابة سينمائية إبداعية ناضجة مكنته من إضفاء صبغة كونية على دراما محلية. ومن جانبه، قال طلحة جبريل رئيس اللجنة العلمية "، إن اللجنة في اختيارها للأعمال المتوجة، كانت تبحث في كل المعروض عن التماهي والتناغم بين الأشرطة وتيمة المهرجان ممثلة هذه السنة في " إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط"، مبرزا أن اختيار الشريط الوثائقي "الريف 1959 تكسير حاجز الصمت"، للفوز بالجائزة قد جاء على خلفية تماهيه مع شعار الدورة الرابعة للمهرجان فالشريط يقدم تصريحات لضحايا ومسؤولين وصحافيين، معتمدا على شهود عانوا وعاشوا المأساة، متجاوزا الطابوهات"، وأضاف أن المخرج تناول الموضوع بكثير من الدقة، ليوقع على فيلم حقيقي حول التاريخ والذاكرة"، حيث بين تفاعل الجمهور مع الفيلم راهنية القصة. وأعلن جبريل، أن اللجنة العلمية سجلت في تقريرها أن طريقة الإخراج كانت جريئة، كما أن المخرج طارق الإدريسي تميز موقفه بالشجاعة، وأن اللجنة اعتبرت أن منطقة الريف تستحق التكريم من خلال هذا الفيلم. أما في ما يتعلق باختيار اللجنة، فيلم "مكان للجميع "، فيعود لأن العمل عالج مأساة مازالت عالقة في أذهاننا وفي وعينا، هناك هاجس الإخبار، ثم هاجس فظائع الإبادة، معتبرا أن "مكان للجميع" فيلم جميل ورائع اختار أن يعالج موضوع الإبادة في رواندا ومشكل النزاعات الداخلية في القارة الإفريقية، حيث لاحظت اللجنة أن الممثلين في هذا الشريط تميزوا بحضور قوي، كما اتصف الفيلم من جهة اخرى، بتوثيق جيد انطلق من مأساة لإبراز معاناة الضحايا، محترما الحميمية والرؤى الفنية .