سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلسته الافتتاحية استحضرت روح الراحلين البروفسور مولاي أحمد العراقي وعبد اللطيف بربيش : خبراء مغاربيون وأجانب «شرّحوا» التكوين الطبي والبروتوكولات العلاجية في مؤتمر بالدارالبيضاء
أكّد جواد العراقي، شقيق البروفسور مولاي أحمد العراقي، أن الراحل حين كان في محنته المرضية وهو يقاسي الألم بشدّة، كان مواظبا على تلاوة القرآن، واختار في لحظاته الأخيرة آية من بين كل الآيات لكي تكتب على شاهد قبره، وهي «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير». وشدّد المتحدث باسم عائلة المرحوم البروفسور مولاي أحمد العراقي، خلال افتتاح الجمعية المغربية للعلوم الطبية لمؤتمرها الطبي، يوم الجمعة 8 نونبر 2019، في دورته 36 الوطنية و47 المغاربية، بحضور الكاتب العام للوزارة ووالي جهة الدارالبيضاء- سطات وعدد من المسؤولين والخبراء والمهتمين بالشأن الصحي، مغاربة وأجانب، على توجيه رسالة شكر إلى مسؤولي الجمعية لمبادرتهم بتخصيص جائزة للبحث العلمي باسم الراحل موجهة للأطباء الشباب، تقديرا لإسهاماته في المجال العلمي والصحي، وتشجيعا لأطباء الغد على مزيد من الانكباب على البحث العلمي والاهتمام به بما ينعكس إيجابا على المواطنين، بالقول» يحق لكم أن تفخروا وأن تهنئوا أنفسكم بهذا العرفان والمبادرة قبل أن نهنئكم نحن، وأن نؤكد جميعا على أن العلم ضرورة وأن أهله لهم مكانة سامية مقارنة بغيرهم». وشهد المؤتمر، الذي جرى تنظيمه على امتداد يومين تحت الرعاية الملكية، مشاركة وفود من دول المغرب العربي وأجانب، يتقدمهم رئيس الجمعية التونسية للعلوم الطبية، وعميد كلية الطب في الجزائر، ورئيس الجمعية الموريتانية للعلوم الطبية، وشخصيات أخرى، لمناقشة جملة من القضايا الصحية، والبروتوكولات العلاجية الجديدة في علاج أمراض لها كلفتها ووقعها كأمراض السرطان، مع تخصيص الحيّز الأكبر لموضوع التكوين المستمر عند الطبيب العام وطب الأسرة. وأكدت كلمة أيت الطالب، وزير الصحة، التي ألقاها الكاتب العام لوزارة الصحة نيابة عنه، على دور التكوين المستمر الذي يوليه جلالة الملك اهتماما كبيرا، خاصة في الشق المتعلق بالمجال الصحي، لما له من أثر إيجابي على عطاءات ومردودية الطبيب المغربي وانعكاس ذلك على صحة المواطنين، مشددا على أن انتظارات المغاربة من الصحة كبيرة ومتعددة، وإن كانت هناك من نقائص في ظل الطلب المرتفع والحاجيات التي تتنامى يوما عن يوم، فإن هذا لا يلغي أن هناك مجهودات كبيرة يبذلها المغرب من أجل النهوض بالمنظومة الصحية وتطويرها، وهو ما لن يتأتى، بحسب كلمة وزير الصحة، إلا في ظل تعبئة جماعية وتظافر للجهود لتوفير كل السبل الكفيلة بالإجابة عن الاحتياجات الصحية للمرضى وانتظارات المواطنين. وأكدت كلمة وزير الصحة أن جانبا مهما من احتياجات المواطنين الصحية له صلة بالأمراض المزمنة التي لها كلفة مادية ومعنوية ثقيلة، مشيرا إلى أن عدد المغاربة ما فوق 20 سنة الذين يعانون من الضغط الدموي تقدر نسبتهم ب 33 في المئة، و 6.6 في المئة مصابون بداء السكري، كما أن 13.2 في المئة يعانون من السمنة، مما يتعين معه مساهمة جميع الفاعلين في التوعية والتحسيس بأهمية الوقاية منها وتسطير برامج للحد من آثارها وتبعاتها. الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أكد بدوره، خلال كلمته الافتتاحية، أن التكوين الطبي المستمر يشكل التزاما أخلاقيا شخصيا ومهنيا، وهو يعتبر ضرورة تنظيمية على النحو المنصوص عليه في القانون 131.13 المتعلق بمزاولة مهنة الطب، مشددا على أن الجمعية تواكب الأطباء الذين يخضعون للتكوين أو الذين سبق تكوينهم بالتعاون مع وزارة الصحة والهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، وكليات الطب والصيدلة وباقي المتدخلين، داعيا إلى استلهام العبر من البلدان التي تقدمت في هذا المجال من خلال التكيف مع خصائص المنطقة المغاربية، مبرزا أن التكوين الطبي المستمر يجب أن يضمن بشكل خاص الاستقلال العلمي وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة وتقييم الممارسات المهنية والوقاية من المخاطر. وشدّد الدكتور مولاي سعيد عفيف على أن طب الأسرة مدعو لمواجهة العديد من التحديات، مشيرا إلى أنه يعتبر تخصصا يتيح الفرصة أمام أطباء الغد لكي يكون اختيارا مهنيا يوازي أي تخصص آخر. وتميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بشقّيه، الوطني والمغاربي، التي ترأستها البروفسور نعيمة لمدور بوعزاوي ، بالإعلان عن جائزتين لتشجيع البحث العلمي، الأولى تخصّ جائزة البحث المغاربي وتحمل اسم البروفيسور الراحل عبد اللطيف بربيش، وجائزة البحث العلمي الموجهة للأطباء الداخليين والمقيمين وتحمل اسم البروفسور الراحل مولاي أحمد العراقي، تقديرا لإسهامات الفقيدين في المجال الطبي، وتشجيعا للأطباء على الانكباب على البحث العلمي بما ينعكس إيجابا على المواطنين.