الليلة كانت حميمية وحميمية جداً، البرد قارس في الخارج، والجو حارٌّ داخل المقهى الكبير الذي احتضن بدفء الاحتفال بالإعلامي والكاتب حسن نرايس من طرف أصدقاء الحي المحمدي تحت إشراف الرّجل الذي لابد منه واسمه سعيد دفاع.. كانت المتعة والمؤانسة كانت بالتأكيد.. جنبات المقهى امتلأت عن آخرها، عدد الجالسين والواقفين سيان.. الإعلامي حسن حبيبي أكد في تقديم اللقاء عن علاقته بحسن نرايس داخل أدغال باريس، علاقة بين المد والجزر.. وتكلف بتقديم الأمسية أمام الجمهور الغفير الصديق حميد باجو.. في البدء، كان ميلود مسناوة، الذي أتحف الحضور بأغاني نالت الإعجاب، وخاصة أغنية »»هينة»« التي استقبلها الحضور بحرارة التصفيقات.. محمد الشوبي، الفنان الذي .. عبّر بطريقته عن فخره واعتزازه بصداقته الأخوية مع المحتفى به. وكانت كلمة الفنان عمر السيد عمقاً بأحاسيس أبوية تجاه تلميذه الأول في مدرسة الحي المحمدي، مدرسة « العهد الجديد». أخذ بعد ذلك الكلمة الممثل رفيق بوبكر ليعبر بطريقته الرائية عن حبّه الأخوي لأخيه الأكبر حسن نرايس عبر ثلاث محطات، ليتفضّل الفنان العسكوري لتقديم ثلاث من أجمل أغانيه بالقيتارة الساحرة. عبد الإله عاجل لم يترك الفرصة تمرّ لكي يُبدع بطريقته أغنية »الصينية« التي تعامل معها الحضور أيّما تعامل.. الفنان نور الدين بكر بقفشاته المعهودة أكّد الحضور القوي.. العزيزالدكتور قمري زهير أبى إلا أن يخلف موعداً من أجل الحضور إلى ذات الصداقة التي تجمعه ببّا حسن... وما أجمل اللحظة التي تدخّل فيها الفنان الفكاهي عبد الخالق فهيد في حق الأستاذ حسن نرايس، كما يسميه.. استمر الحفل بأغاني جميلة لأبناء السوسدي لمشاهب أمام تصفيقات الفنان النبيل مولاي الطاهر الأصبهاني والإعلامي إدريس وهاب وآخرين.. الإعلاميان الكاتبان عمر سليم ومصطفى النحال طالبا بإعادة أغنية »»هاينة»« لميلود مسناوة، وكان لهما ذلك، وصفّقت القاعة. القاعة تمتلىء بعد الفينة والأخرى من عناصر عرفت حسن نرايس داخل الحي المحمدي في ذكريات عبرت.. المخرج عبد الكريم الدرقاوي تحدث عن علاقة حبّ وتقدير بين المحتفى به والمخرج الكبير مصطفى الدرقاوي شافاه الله.. الناقد السينمائي مصطفى العلواني تحدث بعمق صادق عن علاقته بالصداقة تجاه »»مول الكوصة»«، كما يحلو له أن يسمّيه.. الناقد الفني عبد الله الشيْخ أهدى بالمناسبة لوحة تشكيلية لحسن نرايس، وقال كلمة حب تجاهه وفي حق هذا الأخير.. ولوحة جميلة أخرى أهداها الفنان عبد اللطيف بطل، تعبيرا لصداقته الأخوية مع حسن. آه، لو الأيام تتكلم، لقالت ماذا فعلنا بالحي ومع الحي؟ قال مؤرخ الحي المحمدي الصديق بلحاج.. الأستاذ عثمان بنعليلا تحدث بعمقه الفلسفي عن «»عار الجار على جارو»«، والشاعر محمد الزهراوي يقارب بين المحتفى به والشاعر الكبير محمد خير الدين من حيث البوهيمية النبيلة.. »مفهوم الصعلكة المسرحية« عند مؤلف »»صرخة شامة»«، تطرق إليها الفنان عبد الإله عاجل، وصفّق أولاد الحي بحرارة، خاصة حين تناول المشروع المقبل الذي سيجمعه مع نرايس حول الفكاهي الساخر « كيرا». الروائي نور الدين وحيد، من جهته شكر صديقه حسن لكونه تخلّى عن الاستقرار بفرنسا ليوطِّد عوده الثقافي داخل المملكة.. أصدقاء كثر من الفنانين والإعلاميين من الحي المحمدي ومن أحياء أخرى داخل العاصمة الاقتصادية حضروا اللقاء.. وكان الختام للكلمة التي ألقاها الأستاذ حسن نرايس، والتي استهلها باللعبة الشعرية» أما الأحِبّة، فالحي المحمدي مَسْكَنُهم.. فلو سكنَ الحيَّ المحمديَ كلُّ المحبّين».