لاشك أن توقف الدوري لم يخدم مصالح العديد من الفرق، وكان له تأثير على عطاءات اللاعبين، ذلك أن المحطة الأولى من مرحلة الذهاب عرفت تسجيل ثلاثة عشر هدفا، وتواضع مستوى الاداء، وعودة خمسة فرق بانتصار من خارج الديار، ومكنت بعض الاندية من استبدال مواقعها، لكن ما يمكن استنتاجه، هو أن الجولات القادمة ستكون حارقة، وستدور فوق صفائح ملتهبة، وإن كانت الطموحات متباينة، والغايات مختلفة. دشن فريق الوداد البيضاوي مرحلة الإياب بفوز ثمين على حساب النادي القنيطري، وبهذا الانتصار الذي صنع خارج الديار، يحافظ الفريق الأحمر على مركزه في الصدارة، ويعمق الفارق عن المطارد المباشر الكوكب إلى نقطتين، وهذه النتيجة سيكون لها تأثير إيجابي على نفسية العناصر الودادية، وستحفز على الاستمرار في صنع الإيجابي كما فعلت مع انطلاق الموسم الكروي الجاري. لكن في المقابل سيتجرع فريق الكاك مرارة الخسارة بعقر الديار، وسيصبح وضعه فوق خريطة الترتيب غير مطمئن، الأمر الذي يستدعي من المدرب هشام الادريسي البحث عن الأساليب التكتيكية التطبيقية لتحسين الموقع، حيث يحتل الصف الثاني عشر برصيد ثماني عشرة نقطة. فريق الرجاء البيضاوي مني بخسارة أمام جمهوره الذي فاق أربعين ألف متفرج، وهي خسارة لها أكثر من دلالة، سيما وأنها كانت من توقيع بطل الموسم الماضي المغرب التطواني، هذا الفريق بمدربه الإسباني لوبيرا عرف كيف يخطف فوزا ثمينا مكن الفريق من الارتقاء إلى طابور المقدمة، حيث أصبح يتربع على نفس المركز، الذي يتواجد به فريق الرجاء بنفس الرصيد «25 نقطة». ونظرا للحساسية المعروفة بين الفريقين، فإن هذا الفوز على الرجاء بمركب محمد الخامس يرفع من معنويات التطوانيين لمناقشة المباريات المقبلة، لكن هذه النتيجة سيكون لها تأثير سلبي على نفسية العناصر الرجاوية التي كانت تائهة فوق رقعة الملعب. مفاجأة الجولة السادسة عشرة صنعها اتحاد الخميسات الذي حطم الرقم القياسي من حيث التعاقدات في الميركاتو الشتوي «12 وافدا جديدا»، حيث عاد بانتصار مهم من فاس على حساب المغرب الفاسي ليرتقي إلى الصف الثالث عشر برصيد خمس عشرة نقطة، في الوقت الذي تجمد رصيد الماص في أربع عشرة نقطة، وهو رصيد حكم على الفاسيين بالتموقع في الصف ما قبل الأخير، وهي مرتبة لا تدعو الى التفاؤل، ولا تنسجم مع طموحات الماص، ولا توازي حجم هذا الفريق الذي يتجرع مرارة العذاب منذ انطلاق الدوري الجاري. فريق آخر تعثر بميدانه، والأمر يتعلق بأولمبيك خريبكة الذي كان الأحسن في المباراة التي جمعته بالفتح الرباطي، لكنه لم يحسن استثمار امتياز الاستقبال على مستوى النتيجة، وبهذه الهزيمة يتجمد رصيد الفريق الخريبكي في أربع وعشرين نقطة، وهو نفس الرصيد الذي أصبح يتوفر عليه فريق الفتح الرباطي الذي يتسلق المراتب في صمت ويصنع المفاجآت ويركب صهوة التحديات، ولعل العمل الذي يقوم به المدرب الشاب وليد الركراكي بدأ يعطي ثماره. خمس جولات لم يتذوق خلالها شباب الحسيمة طعم الفوز، حيث حصد هزيمة جديدة، وهي الخسارة السابقة للريفيين، وكانت من توقيع أولمبيك آسفي الفريق الذي صحح المسار، وتصالح مع النتائج الإيجابية مع عودة المدرب الشاب يوسف فرتوت. وإذا كانت هذه النتيجة أنعشت الأولمبيك، ورفعت رصيده إلى اثنتين وعشرين نقطة، ودفعت به إلى المركز المقدمة، فإنها - بالمقابل - زادت من تأزيم وضعية شباب الحسيمة الذي أضحى يحتل الصف الثالث عشر برصيد لا يتعدى سبع عشرة نقطة، ما يعني بأن المدرب مصطفى مديح الذي تابع المباراة من المدرجات بسبب تنفيذ العقوبة، تنتظره مهام صعبة وجسيمة على المستويات التكتيكية والتقنية والبدنية حتى النفسية. فريق الجيش الملكي حقق مع المدرب بودراع نتائج طيبة، وتتمثل في ثلاثة انتصارات وتعادل واحد، وجاء الفوز الثالث لهذا المدرب الذي لا يتوفر على شهادة تدريب بالدوري الاحترافي على حساب صاحب الصف الأخير شباب خنيفرة، الذي تعاقد مع أحد عشر لاعبا، وقام بتسريح نفس العدد من اللاعبين، ومع ذلك حصد هزيمة قاسية، وهو التعثر الحادي عشر ليتجمد رصيد في إحدى عشرة نقطة، فهل بإمكان المدرب التونسي كمال الزواغي انتشال الفريق الخنيفري من هذه الوضعية، وإخراجه من قوقعة الحسابات الضيقة؟؟ ورغم المشاكل التي ترخي بظلالها على الدفاع الجديدي على المستويين الإداري والتقني، فإن الفريق الدكالي عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال، ويفوز على نهضة بركان، وهو فوز مكن الدكاليين من الارتقاء إلى طابور المقدمة برصيد أربع وعشرين نقطة، ما يعني بأن المدرب طارق مصطفى الذي يطالب بتسوية وضعيته كمدرب أساسي، وليس مدربا مساعدا، كان في مستوى التحدي الذي ركب صهوته، وكان أيضا في مستوى انتظارات الجماهير الجديدية. المدرب هشام الدميعي يفوز مرة أخرى على حسنية أكادير، ويعيد سيناريو الموسم الماضي باكادير، وبذلك يكون الكوكب المراكشي قد فاز على الحسنية، ذهابا وإيابا، واستعاد مركزه في المطاردة بفارق نقطتين على المتزعم الوداد، وبهذه النتيجة يرسل الكوكب رسائل مشفرة على ترشيحه للتنافس بقوة على اللقب، و مصارعة الفرق القوية، وفي المقابل ، فقد قدم فريق الحسنية عرضا مشرفا، وأضاع »نجمه« إسماعيل الحداد ضربة جزاء كان لها تأثير على معنويات أصدقائه. النتائج المغرب الفاسي - اتحاد الخميسات 1- 2 الجيش الملكي - شباب خنيفرة 3- 1 اولمبيك خريبكة - الفتح الرباطي 0- 1 اولمبيك اسفي - شباب الحسيمة 1- 0 النادي القنيطري - الوداد البيضاوي 0- 1 الرجاء البيضاوي - المغرب التطواني 0- 1 الدفاع الجديدي - نهضة بركان 1- 0 حسنية اكادير - الكوكب المراكشي 0- 1