أصبح فريقا الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني يتقاسمان الصف الثالث برصيد خمسة وعشرين نقطة، وجاء ارتقاء التطوانيين إلى هذه المرتبة عقب فوزهم على الرجاء بمركب محمد الخامس خلال المباراة التي جمعتهما لحساب أولى جولات الإياب، والتي حضرها جمهور غفير فاق أربعين ألف متفرج، وقادها الحكم رضوان جيد بنزاهته المعهودة. جماهير الرجاء وكعادتها كانت في الموعد، وأبدعت في رسم اللوحات، وترديد الشعارات وتقديم التحفيزات، لكن العناصر الرجاوية خيبت الآمال، وقدمت أسوأ العروض، وعجزت عن فك شفرة النهج التكتيكي الذي سطره المدرب الإسباني لوبيرا، وقد تأكد من خلال القراءات التقنية للمباراة أن المدرب روماو لا يتوفر على ما يكفي من الأساليب والخطط لتأكيد التفوق، وتجاوز الفريق المنافس والتجاوب مع الجمهور وإرضاء المتعاطفين مع الرجاء. التنظيم الجيد للعناصر التطوانية رغم كثرة الغيابات في صفوفها، مكنها من امتصاص الاندفاع الرجاوي وإجهاض كل المحاولات الرجاوية مع بداية بنائها، وإغلاق كل الممرات المفضية إلى الحارس اليوسفي، كما مكن هذا التنظيم التكتيكي المعقلن والمدروس من تهديد مرمى الحارس العسكري عبر المرتدات التي أثمرت هدفاً نزل كحمام ثلج على مدرجات المركب، وكان من توقيع اللاعب فوزي عبد الغني في الدقيقة 38. هدف السبق حرر اللاعبين التطوانيين من كل الضغوطات، ورفع من المعنويات وضخ في جسمهم دماء جديدة، وفي المقابل، فقد كان لهذا التفوق تأثير سلبي على نفسية العناصر الرجاوية التي كانت تائهة، ولعبت بأسلوب لا يرقى إلى الحد الأدنى من الانتظارات، وقد حاول المدرب روماو أن يعلق الهزيمة على مشجب التغييرين الاضطراريين، لكن المتتبعين اعتبروا التبريرات واهية، خصوصاً وأن الفريق يعج بالوافدين، وتكبدت خزينته مئات الملايين من أجل التعاقدات. المدرب الإسباني لوبيرا أكد أن في تصريح له أنه واجه فريقاً قوياً مؤازراً بجماهير غفيرة، لكنه عرف كيف يصنع فوزاً اعتبره مهماً مع انطلاق جولات الإياب. وأضاف مدرب المغرب التطواني »لقد أغلقنا جميع الممرات، وكان فريقنا منظماً بالشكل الذي منع عناصر الرجاء من فرض أسلوبها، وهذه هي المباراة الرسمية التي أقود فيها المغرب التطواني، وسنعمل على تحسين المردود خلال الدورات القادمة«. مدرب الرجاء البيضاوي عزا الهزيمة إلى التغييرين الاضطراريين، واعتبرهما سبباً في خلط أوراقه التقنية وبعثرتها، لكنه لم ينف أنه واجه فريقاً منظماً في جميع خطوطه، واستدرك بأن لاعبي الرجاء خلقوا فرصاً للتهديف ولم يحسنوا ترجمتها إلى أهداف.