"لم نستوعب أنه لابد من اللعب بطريقتنا إلا بعد أن إستقبلنا الهدف، وأعتذر لمسؤولي الجيش الملكي وجماهيره"، بهذه العبارة استهل عبد الرحيم طاليب مدرب الفريق العسكري تحليله لمباراة فريقه أمام الدفاع الحسني الجديدي، برسم ثمن نهائي كأس العرش، وهي المباراة التي احتضنها الملعب البلدي بالقنيطرة، بسبب إغلاق مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وانتهت المباراة بانتصار فارس دكالة بهدف واحد، كان من توقيع اللاعب مسوفا في الدقيقة 23 من الشوط الأول، وكان هذا الهدف كافيا ليبلغ أبناء المدرب بادو الزاكي دور الربع. ويظهر أن الناخب الوطني السابق استفاد جيدا من متابعته المباشرة لمباراة الوداد ضد الجيش الملكي، واستطاع قراءة طريقة لعب المدرب عبد الرحيم طاليب، مما مكنه من تحويل نقط قوة الفريق العسكري إلى نقط ضعف، كما عرف أيضا كيف يوظف لاعبيه بشكل عطل كل الأسلحة العسكرية، خاصة المرتدات السريعة. وكان دور الربع طموح كل مكونات الجيش الملكي، وعبره كان من الممكن الحلم بإعادة وجه من أوجه الزعيم الذي فقده منذ سنين، وهو لعب مباراة نهاية الكأس، خاصة بعد الانتصار البين على الوداد بمدينة الدارالبيضاء، بحصة 3 – 1 ، وهو الانتصار الذي جعل الجماهير تعود إلى المدرجات بقوة العدة والعدد، وتلتف من جديد حول فريقها، كما أن إدارة الفريق علقت الكثير من الآمال على بلوغ نهائي الكأس، نظرا لرمزية الكأس الفضية بالنسبة للمؤسسة العسكرية. ومن المرتقب أن تعرف مباريات البطولة، التي باتت الرهان الوحيد للجيش الملكي، عودة الاحتقان بين المشجعين والإدارتين التقنية والعسكرية، لأن كل الجماهير اعتبرت الإقصاء محبطا، ونكسة كبيرة، وخنقا لفرحة لم تطل كثيرا. وسيكون المدرب طاليب مطالبا بالكثير من التحمل، خاصة وأن الجماهير لم تكن راضية على انتداباته، خاصة بعد تسريح مجموعة مهمة من اللاعبين بمبررات مختلفة. وبالرغم من كون الدفاع الحسني الجديدي سيستقبل شباب أطلس خنيفرة بالجديدة في دور الربع، فإن المدرب بادو الزاكي وبحكم تجربته واحتكاكه الطويل بعقلية الهواية عند اللاعب المغربي لم يبع جلد الدب قبل قنصه، حيثا قال خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة: "ليست هناك مباراة ننتصر فيها قبل إجرائها، وسنواجه فريق صعبا وقويا، تمكن من إقصاء فريق نهضة بركان، كما أقصى فريق نهضة الزمامرة الذي أقصى فريق الرجاء البيضاوي."