كانت المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير والإتحاد الليبي، برسم الدور 32 من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، مباراة تكتيكية مائة بالمائة، غلبت عليها حسابات المدربين الليبي أسامة مصباح الحمادي وميغيل غاموندي مدرب الحسنية. فالأول في تقييمه للمباراة، التي انتهت بالتعادل السلبي، وأعطت التأهل للفريق الأكاديري، أشاد بشجاعة لاعبيه الذين لم يلعبوا مباريات كثيرة على طول السنة، ست أو سبع مباريات على الأكثر، بحكم توقف منافسات البطولة بليبيا، مشيرا إلى أن المخزون البدني للاعبيه يبقى محدودا مقارنة بلاعبي الحسنية، الذين لعبوا عددا أكبر من المباريات. لهذا قمنا، يقول المدرب الحمادي بتقسيم المباراة إلى أجزاء. شوط أول لعبناه باقتصاد وبخطة دفاعية خالصة. وشوط ثان اندفعنا خلاله أكثر وحاولنا خلاله تسجيل أهداف، وذلك لأننا كنا نعرف أنه لا يمكننا مجاراة الحسنية بدنيا. ومن جانبه اعترف غاموندي بصعوبة المباراة أمام خصم ليبي تراجع كليا إلى الوراء، معولا على القيام بمرتدات هجومية تعطيه هدفا. واعتبر غاموندي، في الندوة الصحافية التي أعقبت المواجهة، أن فريقه لعب شوطا أولا كان جيدا في مجمله، لكنه لم يستطع ترجمة الفرص الواضحة التي خلقها إلى أهداف. وخلال الشوط الثاني كنا نعول، يقول غاموندي، على عامل النقص البدني لدى الليبيين لنندفع أكثر هجوميا ونسجل هدف السبق، لكن الفريق الخصم لعب بخطة الكل من أجل الكل، ونهج خطة دفاعية جيدة. كما لجأ في بعض الأحيان إلى الضغط على حكم المباراة. وبالفعل فلم يخرج سيناريو المباراة عما صرح به المدربان. فقد عرفت خلال شوطها الأول تراجعا كليا إلى الوراء للزوار، لكن هذا لم يمنع الأكاديريين من الاندفاع هجوميا وخلق فرص واضحة، ضاعت بفعل عدم التركيز أمام مرمى الحارس الليبي الفرجاني. وتبقى أخطر الفرص التي ضاعت خلال هذا الشوط فرصة واضحة هيأها أوبيلا وانتهت عند بوفتيني، الذي سدد عاليا وأهدر فرصة واضحة. ثم فرصة أخطر تأتت للفلسطيني تامر صيام من ضربة رأسية اصطدمت بالعارضة الأفقية للمرمى الليبي (د.21). كما ضاعت فرصة محلية أخرى على مرحلتين بين أوبيلا وأمين الصادقي الذي لعب مباراة جيدة، ثم فرص أخرى ضاعت من كل من باعدي والشاوش. وتبقى أخطر فرصة أتيحت للاعبي الإتحاد الليبي تلك التي تأتت من حالة شرود، وكادت أن تعطي هدفا بواسطة معاد عيسى. هذا مع الإشارة إلى أن هذه المباراة عرفت خلال فترات من هذا الشوط وطيلة الشوط الثاني نزول ضباب كثيف على الملعب، مما كان يؤدي في بعض الأحيان إلى حجب رؤية رقعة الملعب. وخلال الشوط الثاني بادر مدرب الحسنية غاموندي لمواجهة التكتل الدفاعي للزوار إلى إقحام كل من محمد بنحساين كبديل لإدريس بناني، ثم أيوب المالوكي كبديل لكريم البركاوي خلال الأنفاس الأخيرة من المباراة. كما بادر المدرب الحمادي، للعب خطة الاندفاع الهجومي المبرمجة خلال هذا الشوط، بإقحام كل من أكرم الزوري ومؤيد الكرتيلي كبدلاء لمعاد عيسى ومحمد التبال. وأتاح هذا للزوار خلق بعض الفرص التي تأتى أغلبها من كرات تابثة، ومحاولات أخرى أقل خطورة، اصطدمت بخط الدفاع الأكاديري الذي قاده العميد ياسين الرامي رفقة سفيان بوفتيني، والذي كان من وراء تسجيل هدف مباراة الذهاب بتونس. يذكر أن هذا الشوط عرف احتجاجا زائدا لبعض العناصر الليبية على حكم المباراة التونسي يوسف السرايري. وكان بإمكانهم في حدود الدقيقة 83 تسجيل هدف السبق من قذفة قوية لأحد العناصر الأكثر تألقا في الفريق وهو صهيب سليمان، لكن قذفته على قوتها أخطأت مرمى الحارس الحواصلي الذي كان متألقا كالعادة.