إن صناعة الكذب والتضليل الإعلامي له عدة صور منها قلب الحقائق، أوالتضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث، ويؤدي الإعلام دوراً خطيراً في حياة الأمم، ليس في نقل الأخبار والأحداث فقط وإنما في صياغة وتحديد توجهات الرأي العام، ومن هنا يصبح التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام حالياً بمثابة حرب نفسية تمارس بحق المتلقي لإحداث تترك أكبر قدر من التأثير السلبي . والتضليل الإعلامي له عدة صور، منها قلب الحقائق، أو التضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث، أو باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى إصدار أحكام بالإدانة، أو بالانتقائية المتحيزة التي تنتقي بعض الكلمات والحقائق والمصادر وتهمل الأخرى . ومن خلال تتبع حالة الإعلام الأمريكي وخاصة بعد الإعلان عن صفقة القرن نجد أن هناك حالة من الفوضى ونشر أكاذيب مضحكة يقوم بها الإعلام الأمريكي المضلل عبر تصريحات مفبركة وأكاذيب لتضليل الرأي العام الدولي وخداع المتلقي وخاصة في المنطقة العربية، تشمل غسيل الأدمغة للشعوب العربية، وقلب الحقائق، وتغيير القناعات، وضرب الهوية النضالية الفلسطينية، ومهاجمة الثورة والكفاح الفلسطيني، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب، وأننا نجد أنه عندما يصرح جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي : «إسرائيل ضحية النزاع وليست المسؤولة عنه» وعندما يرى غرينبلات في لقاء تلفزيوني أن إسرائيل ضحية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وليست المسؤولة عنه حيث قال «أعتقد أن إسرائيل هي في الواقع ضحية أكثر من كونها مسؤولة عن النزاع، فمنذ تأسيسها، تعرضت إسرائيل للهجوم عدة مرات، وما زالت تتعرض للهجوم من قبل الإرهاب، لذلك لا أفهم تمامًا الفرضية الأساسية، أعتقد أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق النجاح، وفعلوا ذلك بعدة طرق، خاصة من الناحية الاقتصادية، في ظل ظروف صعبة للغاية» على حد تعبيره، وهنا وفى هذا المجال نجد الاستغلال الواضح لعملية السلام ولصناعة صفقة القرن من أجل نشر التضليل الإعلامي لدعم حليفهم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال في الانتخابات الإسرائيلية القادمة والتناقض الواضح في الإعلان عن موعد الصفقة ومحتواها، كل ذلك بات يندرج ضمن سياسة التضليل الإعلامي التي تمارسها السياسة الإعلامية الأمريكية والموجهة للمتابع العربي . إن صناعة الكذب والفبركة الإعلامية التي يقوم بها جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي والتي تعكس طبيعة الموقف الأمريكي مستخدما قلب الحقائق ويقوم بتوزيع صكوك غفران للمسؤولين الإسرائيليين للتغطية على انتهاكاتهم وجرائمهم اليومية بحق الشعب الفلسطيني علي مدار العقود الماضية، وتلك المجازر التي تعترف اليوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها بحق الشعب الفلسطيني والموثقة بالصوت والصورة في الأممالمتحدة والمحاكم الدولية، وإن ممارسة جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي لما يعرف بالإعلام الأسود وصناعته للكذب يعد من أخطر الوسائل أو الحروب التي تستهدف عقول البشر، حيث يبدأ بالتشويش، ثم يصيبها في قناعتها لصرف الأنظار عن ما يحدث من جرائم تمارسها سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ويسعى لتغيير وجهات النظر باتجاه واقع غير موجود أصلاً وليس إلا وهماً، بهدف التشويش والتغطية على واقع الاحتلال الحقيقي وممارسته لصناعة الكذب، وإن أقوال ومواقف جرينبلات التي أدلى بها في مقابلته على شبكة (Pbs)، تعد إمعانا أمريكيا رسميا في الانقلاب على الشرعية الدولية، وتحويل الاحتلال الإسرائيلي من جلاد محتل إلى ضحية وممارسة الحقد والكراهية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني، حيث لم تكن حكومة الاحتلال هي ضحية بل هي من ارتكبت وترتكب يوميا الجرائم البشعة والمجازر بحق الشعب الفلسطيني . إن ممارسات وتصريحات جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي وصناعته للكذب والفبركة الإعلامية التي يقوم بها شجعت الاحتلال الإسرائيلي علي مواصلة ارتكاب الجرائم وهدم المنازل في واد الحمص بصور باهر، والاعتداءات المتكررة ضد أهلنا في القدسالمحتلة وذلك في ضوء قيام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ جريمته وهدم أكثر من 100 شقة سكنية تأوى نحو 500 فرد، حيث تأتي هذه الجرائم في ظل تشجيع الإدارة الأمريكية علي ارتكاب المزيد من أعمال النهب والسرقة وتشجيع الاحتلال علي مواصلة الانتهاكات للقانون الدولي ولاتفاقيات لاهاي وجنيف ولقرارات الأممالمتحدة ولاتفاقيات السلام، والمتمثلة في هدم البيوت والمنشآت التجارية والصناعية والزراعية والبنى التحتية في فلسطينالمحتلة وخاصة في مدينة القدس، بهدف تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي والسياسي فيها وفصل القدس عن محيطها الفلسطيني. إن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب تتصرف وكأنها الوكيل الحصري للاحتلال الإسرائيلي وتدافع عن مصالحه مما يعكس تورطهم في العداء وممارسة العنصرية وتشجيعهم للاحتلال الإسرائيلي على ممارسة جرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت المجتمع الدولي، وتوجيه ضربه قاضية لقرارات الأممالمتحدة وللمجتمع والشرعية الدولية . إن تلك المؤامرات ومحاولات السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان عقد لقاءات مع شخصيات ومؤسسات فلسطينية من أجل التباحث في تقديم التسهيلات المالية لبعض المشاريع التجارية ومحاولاتهم شراء المواقف بثمن بخس بعيدا عن القيادة الفلسطينية، حيث باتت هذه الأساليب مكشوفة ولا يمكن أن تمر على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والأحرار والشرفاء، ولن تنال هذه المحاولات الرخيصة من صمود الشعب الفلسطيني وقيادته، والإصرار الفلسطيني على رفض صفقة القرن، والتمسك بالحقوق الوطنية المشروعة وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة برمتها . إننا وفي ظل هذا التشابك الإعلامي والمؤامرات والخداع والتضليل والكذب التي يمارسها طاقم الرئيس ترامب نؤكد وندعو جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والأحرار في العالم إلى التمسك بالقضية الوطنية وبالمشروع الوطني القائم على إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإنه وفي ظل هذا العدوان وهذه المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقيادتنا يكون لزاما علينا التمسك بخيار الدولة الفلسطينية، والتي هي هدفنا الاستراتيجي والوحدة الوطنية طريق بناء الدولة، وأن نعمل على تدعيم هذه الحقوق من خلال الدعم العربي والدولي لقضيتنا الفلسطينية ونضالنا الوطني وهدفنا المقدس، كما وندعو جميع الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني إلى الوحدة والحرص واليقظة ودعم الخيار الوطني في ظل إطار المؤسسات الشرعية الفلسطينية، مؤسسات الشعب الفلسطيني التي باتت تتعرض إلى أكبر مؤامرة من أجل سرقتها وتشويه صورتها، وأن نعمل جميعا من أجل حماية منظمة التحرير الفلسطينية صوت الشعب الفلسطيني وصوت من لا صوت لهم، من أجل حماية المشروع الوطني ووحدة فلسطين وضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها. سفير النوايا الحسنة في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية