تواصلت الاحتجاجات بمولاي بوعزة، إقليمخنيفرة، بسبب أزمة الماء الشروب، حيث عاد العشرات من السكان، صباح يوم الاثنين 26 غشت 2019، إلى التجمهر المكثف بمركز البلدة، ورفعوا مجموعة من الشعارات والهتافات الغاضبة، في حين تقدم عدد من الجمعويين والفاعلين المحليين بكلمات قوية نددوا فيها بوضعية العطش الناتجة عن أزمة الماء الشروب، مطالبين الجهات المسؤولة بالإسراع في إيجاد حل عاجل للمشكل، بالأحرى الحديث عن ارتفاع درجة المعاناة في عز الصيف والحر، وبينما لم يفت أحد المتظاهرين الإشارة لتميز إقليمخنيفرة بأعظم خزان مائي بالمغرب، أعرب آخر عن امتعاضه إزاء حالة المنطقة في الوقت الذي تتغنى فيه البلاد بكثرة الأحواض والمجالس والوزارات المعنية بشؤون الماء. الوقفة الحاشدة والسلمية التي نُظمت بدعوة من بعض الفاعلين المحليين، جاءت بعد نفاذ صبر الساكنة، ومعهم أرباب المقاهي والتجار والمهنيين الذين أغلقوا محلاتهم، وفيها شدد أحد المتدخلين على ضرورة الاستمرار في تنظيم ما يتطلبه الوضع من الأشكال الاحتجاجية، ومواجهة كل سياسات الوعود الزائفة، مقابل استنكار منطق اللامبالاة الممنهجة حيال برنامج تزويد القرى بالماء الشروب، وتكثيف التنديد بغياب أي تدخل حاسم لاحتواء الأزمة وإيجاد حل جدري لها، علاوة على عجز المجلس القروي عن القيام بدوره من أجل تحقيق انتظارات السكان، ولم يفت المتظاهرين، من داخل الوقفة الاحتجاجية، دعوة مكونات المجتمع المدني إلى التكتل من أجل تحقيق حق المنطقة في الماء. ولم تتوقف حناجر المتظاهرين عن ترديد شعاراتهم الغاضبة من قبيل «الساكنة عطشانة غيثها يا مولانا»، «علاش جينا واحتجينا، قطرة الما للي ابغينا»، مع تذكيرهم بالمحاولات والحوارات والنداءات التي جرت بغاية إيجاد حل جذري لأزمة المادة الحيوية المذكورة التي خلق الله منها كل شيء حي، وموازاة مع الشكل الاحتجاجي تم تقديم شكاية جديدة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والتلويح بالمزيد من المعارك التصعيدية في حال عدم تلبية مطالب السكان، والبداية من مقترحات أسفرت عنها الوقفة، بحسب إحدى البوابات المحلية، ومنها الدعوة إلى مقاطعة أداء فواتير الماء، والعمل على فتح الآبار القديمة، والاستعداد المتواصل لغلق المحلات التجارية والمقاهي. ولم يفت بعض الفاعلين المحليين بمولاي بوعزة التشديد على ضرورة الحد من استمرار إحدى الشاحنات، المكلفة بشحن الماء، في تعبئة صهاريجها الكبيرة بالماء دونما اعتبار ل «احتجاجات العطش»، وقد قام عدد من السكان بالوقوف في وجه صاحب هذه الشاحنة، في محاولة لمنعه من ملء صهاريجه من مركز البلدة، قبل ضبطه وهو يتوجه، تحت جنح الليل، إلى نقاط أخرى لمواصلة استنزافه وامتصاصه لمخزون الماء، في عز الحراك المشتعل ضد العطش، علما أن المنطقة ظلت تحتج، على مدى السنوات الأربع الأخيرة، على الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، سيما في فصل الصيف، قبل أن يستفحل الوضع من انقطاعات إلى أزمات، ما جعل الساكنة تتخبط في معاناة صعبة ومجبرة على التنقل بحثا عن هذه المادة الحيوية.