يشهد شارع الجيش الملكي بمدينة مكناس هذه الأيام اجتثاثا عميقا لأشجار الأكلبتوس الشاهقة في سماء المدينة الإسماعيلية ، على خلفية توسيع الشارع الذي لا يحتاج الى ذلك التوسع كما عبر قاطنون بالشارع المذكور. اجتثاث العشرات من أشجار الأكاليبتوس الذي يعود تاريخ غرسها إلى فترة الحماية والتي تزين و تظلل الشارع الطويل والعريض وكذا المباني المحيطة به … يعتبر جريمة بيئية بدون منازع ، الأمر الذي أثار تساؤلات الرأي العام المحلي الذي انتقد بشدة هذه العملية، نظرا لما تشكله من إخلال بالمجال البيئي، ما سينعكس سلبا على صحة الساكنة وذاكرة المدينة وجماليتها. غرس الأشجار واحد من أهم الأشياء التي يمكن أن يفعلها أي شخص للمساهمة في تعزيز سلامة كوكب الأرض ، وهو ما ظل المجتمع المدني على مدار المناسبات ، ينادي بالزيادة في غرسها و تهيئها والاعتناء بها في جميع الأحياء ، لما للشجرة من أهمية ايكولوجية وبيئية ، إذ تستخدم ثاني أكسيد الكربون وتخرج بدلا منه الأوكسجين ، كما أنها تنقي في المناطق الحضرية الهواء وتزيل منه المواد الضارة وتحد من الضوضاء … بالمقابل، نجد اليوم جماعات حضرية تضرب الطبيعة في العمق ، خاصة إذا كانت هذه الأخيرة ضاربة في تاريخ الحواضر كمدينة مكناس . فهل ستعمل الجهة التي أمرت باجتثاث أشجار شارع الجيش الملكي بمدينة مكناس،على إعادة غرسها بذات الشارع، أم تصم آذانها وتتجاهل كالعادة؟.