كشفت مؤسسة الإحصاء الأوربية Eurostat عن أرقام تفيد باجتياح الطماطم المغربية المتزايد للأسواق الأوربية خاصة الفرنسية منها والبريطانية والألمانية، حيث بلغت حصتها في هذه الأسواق معدلات متقدمة، وهو ما أثار موجة مخاوف لدى المراقبين الإسبان الذي يرون في الصادرات الفلاحية المغربية خطرا يتهدد المنتجين بالجارة الإيبيرية. الخبير الاسباني خوان كارلوس بيريز ميسا يرى قال إن الطماطم المغربية باتت تستحوذ على نسبة 70 في المائة من الأسواق الفرنسية مزاحمة بذلك الطماطم الاسبانية التي يصدرها إقليم ألميريا والتي تراجعت حصتها بالأسواق الفرنسية إلى 12 في المائة بعدما كانت فيما مضى تحتل موقع الريادة. ومضى بيريز ميسا ، وهو أستاذ محاضر متخصص في الاقتصاد الزراعي، قائلا إن اجتياح الطماطم المغربية للأسواق الفرنسية ما فتئ يتعاظم لدرجة أن بعض هذه الأسواق بات حكرا على المنتوج المغربي. وقد شجع التموقع الجيد للطماطم المغربية على الامتداد نحو بلدان أخرى من الاتحاد الأوربي كما هو الحال بالنسبة للسوق البريطانية حيث أصبحت البندورة المغربية تنافس ندا بند نظيرتها الاسبانية . كما أن المنتوج المغربي تمكن من التغلغل شيئا فشيئا داخل الأسواق الألمانية المعروفة بصرامتها من حيث معايير الجودة و باتت قريبة من منافستها الاسبانية التي ما زالت حتى الآن في المقدمة بحصة من السوق تناهز ال 30 في المائة. ولا يقتصر التخوف الاسباني على المنافسة المغربية الشرسة في قطاع الطماطم بل يمتد إلى منتوجات فلاحية أخرى كما هو الشأن بالنسبة للقرع المغربي الذي أصبح، حسبما أوردته إحصائيات Eurostat يستحوذ على حصة 24 في المائة من السوق الفرنسي، أي بما يعادل ربع واردات فرنسا من «الكورجيت». وعلى نفس الخطى يسير الفلفل المستورد من المغرب نحو دول مجموعة الاتحاد الأوربي، التي تستقبل 60 ألف طن من هذا المنتوج علما بأن زراعة الفلفل في المغرب والتي تمتد على مساحة 1150 هكتارا من البيوت المغطاة تنتج في المجموع حوالي 70 ألف طن ، ما يعني أن معظم الإنتاج تبتلعه الأسواق الأوربية. ويذكر أن إجمالي صادرات المغرب من الطماطم بلغ سنة 2013 حوالي 461 مليون طن استحودت 3 دول هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا على ما يفوق 75 في المائة منها ، وتأتي فرنسا على رأس المستوردين للطماطم المغربية بمجموع 305 ملايين طن متبوعة ببريطانيا ب 32.5 مليون طن ثم ألمانيا بحصة 2.4 مليون طن. وقد حاول المغرب سنة 2014 التواجد بقوة في السوق الروسية غير أن مشاكل متعلقة بالجودة منعته من تحقيق مبتغاه .