نددت فعاليات جمعوية وحقوقية بجماعة تغجيجت بإقليم كَلميم، بما وصفته ب”الوضع الكارثي الذي أصبحت عليه واحة المنطقة التي أضحت تحتضر ، جراء الإهمال والتهميش الذي طالها، في الوقت الذي حظيت واحات أخرى بطاطا وزاكَورة و الراشيدية… ، مثلا ، بالاهتمام والعناية من قبل الوزارة الوصية “. وأشارت الفعاليات المحلية الغاضبة في ندائها المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن واحة تغجيجت، بالرغم من صمُودها في وجه تقلبات المناخ وتغيراته، مَازالت تُواجه تكالُب قساوة الظّروف الطبيعيّة في غياب أية برامج حقيقية لإنقاذها من الإهمال والنسيان”. وأشار النداء إلى أن المنطقة،عرفت خلال الأيام الأخيرة، انطلاقة إنجاز مشروع الصرف الصحي ومحطة تصفية المياه العادمة، بغِلاف مالي قيمته 66 مليون درهم، من طرف المكتب الوطني الصالح للشرب ومجلس جماعة تغجيجت وشركاء آخرين ، “لكن بقيت واحة تغجيجت محاصرة ومعزولة داخل بركة أسنة وتتعايش مع العفن وروائح كريهة ومُعكّرة لصفو الهواء النقي الذي تمتاز به الواحات”. “إنها جريمة بيئية متكاملة الأركَان،لاتقل خُطورة عن الجرائم الأخرى ، حيث تم الإجهاز على ما تبقى من أشجار نخيل الواحة،من زحف الاسمنت على جنبات الحقول وتوالي مُسلسل الحرائق، وتواطؤ مسؤولين في عمليّة استنزاف الفرشة المائية،من خلال الترخيص بحفر الثقب الاستكشافية والآبار، وذلك على حساب الفرشة المائية للمنطقة وهذا ما ساهم في تعميق أزمة الفلاحين الصغار المثقلين أصلا بأعباء الديون ومصاريف تسيير ضيعاتهم المعَاشية ،وغلاء المواد المُستعملة في معالجة المنتوجات الفلاحية ومشاكل التسويق”يضيف نداء الجمعيات السالف ذكره. وقد طالبت الجمعيات الموقعة على النداء ” بتدخل عاجل من وزارة الفلاحة ووكالة تنمية الواحات لإنقاذ هذه الواحة مما يهددها بالزوال و الاندثار، لأنها موروث طبيعي ذو بُعد بيئي وجمالي وتاريخي وحضاري، وفضاء له قيمة بيئية كبيرة،وموْرد رزق معظم الأسر بالمنطقة”، ملتمسة ” إيلاء الواحة أهمية كبيرة في كل البرامج التنموية المسطرة بالجماعة، لكونها تمتاز بعدة مؤهلات من أبرزها توفرها على مَاء عذب وخضرة دائمة وظلال وارفة وتمُور حلوة المذاق”.