نظمت جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث يوم السبت 23 ماي 2015 بزاكورة لقاء جهويا للتواصل مع المجتمع المدني وتحسيسه حول وضعية الموارد المائية في الوسط الواحي ،بتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة بحضور قرابة 20 فاعلا جمعويا ،إضافة إلى المعهد الوطني للبحث الزراعي بزاكورة، الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والاركان ، النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ،التعاون التقني البلجيكي وطلبة الدكتوراه في الميدان من جامعة أكادير. وتعمل جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث منذ يناير 2015 باعتبارها نقطة الارتكاز الوطنية لشبكة الجمعيات للتنمية المستدامة للواحات (RADDO)، التي تضم بالإضافة للمغرب، دول تونس ، موريطانيا، الجزائر، بالاضافة إلى تشاد والنيجر ، على بلورة مشروع "المساهمة في إرساء حكامة جيدة للموارد المائية بالواحات عبر تقوية قدرات المجتمع المدني وتفعيل دوره في المواكبة والتأثير على السياسات العمومية المتعلقة بقطاع الماء "، الممتد على مدى 18 شهرا بتمويل مشترك من طرف الصندوق العالمي للبيئة. ويهدف هذا المشروع إلى الاعتماد على خبرة الفاعلين بالمجتمع المدني الو احيين من أجل حشد التأييد لأخذ الخصوصية الواحية بعين الاعتبار في السياسات والبرامج حول الماء خاصة قانون 10-95 حول الماء قيد المراجعة ، ورفع توصيات واقتراحات ملائمة الى صناع القرار. بعد عرض موجز لوثيقة تحليل الوضعية حول قطاع الماء في الوسط الواحي من إنجاز خبير استشاري اتضح أن الموارد المائية بواحات المغرب في نقص حاد ومتزايد ، حيث من المتوقع في أفق 2020 ألا تُغَطى سوى نسبة 87% من احتياجات المناطق الواحية من المياه. وتعتبر واحات كلميم الاكثر تضررا ، حيث لن تُغطى فيها الاحتياجات من المياه سوى بنسبة 56 % . من هنا تأتي ضرورة التحرك بشكل مستعجل وفعال وبصيغة توافقية حول التدبير المندمج لهذا المورد الثمين. شكل المشاركون مجموعتين في ورشتين لمناقشة جادة لوضعية الماء، ضمت الأولى مشاركين عن إقليمي طاطا و ورزازات، فيما ضمت الثانية مشاركين عن إقليم زاكورة ، نوقشت خلالها وضعية الموارد المائية في ظل اربعة محاور : الفلاحة، تلوث المياه، الاستغلال المفرط للفرشة المائية والماء الصالح للشرب. وقد أثيرت عدة اشكاليات محلية نذكر على سبيل المثال لا الحصر قضية تصدير زاكورة لأطنان من البطيخ كل يوم نحو شمال المملكة وجنوبها حتى موريطانيا. اذ تتم هذه الزراعة المكثفة باستعمال الآبار ومحركات الضخ بشكل كبير غير معلن مما يستنزف الفرشة المائية بشكل تدريجي ، الشيء الذي يهدد زاكورة بمشاكل كبيرة في التزود بالماء الصالح للشرب خلال فترات الجفاف . و تعاني المدينة أيضا من شح هذه المادة الحيوية ومشكل الملوحة فضلا عن التسربات المتوالية جراء تشققات الأنابيب. كما وضعت المناقشة الأصبع على تقسيم المياه في سد تيوين و المتموقع بين ورزازات و زاكورة، والذي يزكي ورزازات على حساب زاكورة التي تعاني من مشكل كبير. كما تمت الاشارة كذلك الى بحيرة اريقي ، النظام البيئي المشترك بين عمالات زاكورة وطاطا ، والمعروف عالميا خاصة بدوره في هجرة الطيور من اوروبا نحو افريقيا ، وقد جفت البحيرة بعد بناء سد وتطور الضخ الآلي في العالية. كل هذه السلوكات تزيد من حدة الوضع الهش بفعل السياق الطبيعي المتميز بالجفاف والتغيرات المناخية. و بذلك يأتي المشروع الذي تواكبه جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث للتذكير بضرورة تحمل المسؤولية في تدبير المياه، و تصحيح السلوكات والتوجه نحو تدبير أكثر وعيا للموارد. و قد كان يوم السبت 16 ماي 2015 بمدينة الرشيدية ، فرصة مشاركة الإدارات العمومية وفعاليات المجتمع المدني لأقاليم فكيك، الرشيدية وتنغير في لقاء جهوي مماثل. وبعد استيفاء النقط المتعلقة بوضعية الموارد المائية بالتراب الواحي، انكبت الجمعية رفقة كافة الشركاء على العمل على التشريعات التي تنظم مجال السياسة المائية وملاءمتها مع الوسط الواحي وكذا بلورة مقترحات من أجل رفعها للمشرعين وصناع القرار.