دعا المشاركون في اللقاء التواصلي الذي نظم مؤخرا في مدينة زاكورة من أجل التحسيس بوضعية الموارد المائية في الوسط الواحي ، إلى تدبير أكثر وعيا للموارد المائية في مناطق الواحات، منبهين إلى الوضعية الهشة لهذه المادة الحيوية بفعل الظروف الطبيعية المتسمة بالجفاف والتغيرات المناخية. وأثار المشاركون في هذا اللقاء، المنظم من طرف "جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث" بتعاون مع مجموعة من الشركاء، مجموعة من الإشكاليات الخطيرة التي تعرفها الموارد المائية على صعيد إقليم زاكورة، من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر، إنتاج المنطقة لآلاف الأطنان من البطيخ الأحمر سنويا، والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية، الشيء الذي يهدد مخزون المنطقة من الموارد المائية الباطنية، ويطرح مشاكل تتعلق بالتزود مستقبلا بالماء الصالح للشرب. وعلاوة على ذلك، أثار اللقاء أيضا المشاكل الناجمة عن الشح المتزايد في الموارد المائية على صعيد إقليم زاكورة، فضلا عن مشكل ملوحة المياه، والتسربات الناجمة عن التصدعات والشقوق التي تطرأ على أنابيب الشبكة المائية، مما يتحتم معه ضرورة الإسراع باتخاذ إجراءات تحول دون تفاقم وضعية التزود بالمياه سواء المستعملة في ري المزروعات، أو في الأغراض المنزلية. وأفاد بلاغ صدر عن اللقاء أن المشروع الذي تواكبه "جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث" يأتي في سياق الحيلولة دون تفاقم المشاكل الناجمة عن الطلب على المياه في مناطق الواحات ومن ضمنها واحات درعة (إقليم زاكورة)، حيث تسعى جمعية فركلة من خلال هذا المشروع إلى "المساهمة في إرساء حكامة جيدة للموارد المائية بالواحات، وذلك عبر تقوية قدرات المجتمع المدني، وتفعيل دوره في المواكبة والتأثير على السياسات العمومية المتعلقة بقطاع الماء ". ويهدف هذا المشروع إلى "الاعتماد على خبرة الفاعلين في المجتمع المدني بالواحات من أجل حشد التأييد لأخذ الخصوصية الواحية بعين الاعتبار في السياسات والبرامج حول الماء، خاصة قانون 10-95 ،ورفع توصيات واقتراحات في هذا الصدد إلى صناع القرار". وحسب المصدر ذاته، فإن جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث تعمل منذ يناير 2015 ، باعتبارها نقطة الارتكاز الوطنية لشبكة الجمعيات للتنمية المستدامة للواحات، على بلورة مشروع يصب في هذا الإطار، حيث يمتد هذا المشروع على مدى 18 شهرا، ويحظى بتمويل مشترك من طرف الصندوق العالمي للبيئة.