شكل موضوع الإشكالات البيئية ،خاصة منها موضوع ندرة الماء، التي تعيشها المنطقة وتأثير الإنسان على المحيط البيئي في زاكورة محور لقاء تواصلي احتضنته قاعة دار الشباب بتمكروت بإقليم زاكورة نهاية الأسبوع الماضي بين فعاليات المجتمع المدني لتمكروت ونادي الصحافة بانزكان والشبكة المغربية للإعلام البيئي والتنمية المستدامة. وهكذا طالب المشاركون في اللقاء المذكور الجهات المسؤولة بإنقاذ الفرشة المائية بالمنطقة من التلوث الناتج عن مخلفات منجم البليدة والنفايات الصلبة والسائلة، وترشيد مياه سد المنصور الذهبي بشكل معقلن يراعي حاجيات المنطقة، وطالبو كذلك بجعل واحات النخيل محمية بيئية يجب الحفاظ عليها من الاجتثاث والترحيل والعمل على تخليف النخيل بأنواعه مقاومة للأمراض وندرة الماء ودعم أنشطة ومشاريع تنموية مدرة للدخل تساهم في استقرار الساكنة وتحد من الهجرة(مثلا إعادة تشغيل معمل التمور) ودعا هؤلاء الفاعين الجمعويين إلى خلق إطار جمعوي يعمل على التحسيس والتوعية بمشاكل المنطقة ويملك قوة اقتراحية ضاغطة تساهم في حل المشاكل وتشجيع استعمال الطاقات البديلة المتوفرة بالمنطقة للحفاظ على نقاوة بيئتها التي تجلب الزائرين إليها. وقاربت مداخلات اللقاء التواصلي، الذي نظمته جمعية الوئام للتنمية والإعمال الاجتماعية بتنسيق مع الجماعة القروية، مشكل ندرة الماء وتأثيرها على الحياة بشكل عام، إذ طالب عدد من المتخلين إبان اللقاء نفسه بضرورة عقلنة تدبير واستعمال ماء سد المنصور الذهبي وتوزيعه بشكل عادل ومنصف لجميع الفئات، لمحو النظرة التي تنظر الى السد كمشنقة تخنق عنق واحة زاكورة وتحرمها من جريان الماء المستمر الذي يمنحها الحياة، كما طالب عدد من المشاركين بضرورة ترشيد استغلال مياه السد بشكل يضمن تغذية الفرشة المائية ويوفر الحد الأدنى لري حقول الواحة، وفي الآن نفسه ضرورة تقنين حفر الآبار وتشجيع المزروعات المناسبة لندرة الماء والمساهمة في الحفاظ على التربة من الانجراف، والعمل عل توفير العلاج لأشجار النخيل وحمايتها من الاجتثاث والترحيل. ونبهت التدخلات ذاتها، إلى التلوث المهدد للفرشة المائية نتيجة مخلفات منجم النحاس بالبليدة، وعدم تعميم شبكة صرف النفايات السائلة و الصلبة، مما يستدعي الحفاظ على تراث المنطقة المعماري والثقافي بترميم بعض القصبات وتشجيع البناء التقليدي الذي يعتمد المواد المحلية وتشجيع الجمعيات المهتمة بالتراث الثقافي للمنطقة ، كما سجل المشاركون انتشار بعض الأمراض سواء الخاصة بالإنسان أو النبات والتي لها علاقة بالظروف المناخية للمنطقة وللمستوى الاجتماعي للساكنة.