تم يوم الجمعة الماضي بالعيون، منح شارة "اللواء الأخضر"، الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، لمدرستين ابتدائيتين وذلك في إطار برنامج المدارس الإيكولوجية بالمغرب. ويتعلق الأمر بالمدرسة الابتدائية "وادي المخازن" (القطاع العام) والمدرسة الابتدائية "الإقامة" (القطاع الخاص) التابعتين لنيابة العيون، حيث حصلتا على هذه الشارة في إطار برنامج المدارس الإيكولوجية بالمغرب الذي يأتي في إطار مضامين اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. ويأتي تتويج هاتين المؤسستين التربويتين المتواجدين بمدينة العيون بهذه الشارة لمساهمتهما في خلق فضاء بيئي داخل المؤسسة، من خلال قيام التلاميذ بحملات جماعية منتظمة لغرس عدد من الأشجار والنباتات، أضفت على المدرسة جمالية خاصة، ومكنت التلاميذ من اكتساب وعي بيئي متقدم، في أفق التأسيس لقيم ومبادئ المواطنة الإيكولوجية. وقد تم رفع اللواء العالمي الأخضر بهاتين المؤسستين خلال حفل نظم، صباح اليوم، حضره والي جهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء، السيد يحضيه بوشعاب، وممثلون عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة، حيث سيتم بموجب ذلك منح هاتين المدرستين صفة "مدرسة إيكولوجية" لهذه السنة. وأكد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء، السيد محمد المختار الليلي، في كلمة بالمناسبة، أن منح شارة "اللواء الأخضر" لهاتين المؤسستين التربويتين يعد تميزا للمدارس الابتدائية على مستوى الأكاديمية الجهوية لجهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء والتي نجحت في إيجاد حلول ملائمة لمواضيع بيئية تتعلق بالمحافظة على التنوع البيئي وتدبير النفايات وترشيد استهلاك الماء والطاقة والتغذية، مشيرا إلى أن حصولهما على هذه الشارة جاء نتيجة اشتغالهما بكل جدية على محور التنوع البيئي. وأضاف أن تتويج هاتين المؤسستين جاء بعد انخراط كل فريق تربوي على مستوى المدارس الابتدائية التابعة للأكاديمية من تأهيل مؤسسته التعليمية لتكون مدرسة إيكولوجية، حيث تمكن من تحويلها من تلك الصورة النمطية التي تعتمد على التلقين وسط الأقسام إلى مدرسة يعمل فيها التلاميذ جنبا إلى جنب مع مدرسيهم ومديرهم على مجالات بيئية تروم الحفاظ على البيئة داخل وسطهم الصغير ونقل القيم والسلوكات البيئية السليمة إلى محيطهم. من جهتها، أكدت كنزة خلافي، عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أن التربية على البيئة تشكل، وفق الإرادة السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، جوهر المهمة التي أخذتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على عاتقها منذ إحداثها. وأضافت أن المؤسسة خصصت، في هذا الإطار، عدة برامج للأطفال باعتبارهم أهم متبني للسلوك الإيكولوجي، من ضمنها البرنامج الدولي والطوعي "المدارس الإيكولوجية" الذي يعد أحد البرامج البارزة لمؤسسة التربية على البيئة المعتمد حاليا في عدة دول. وأشارت كنزة إلى أن من بين أهداف هذا البرنامج تحسيس المتعلمات والمتعلمين بالرهانات البيئية وجعلهم على وعي بتأثير سلوكياتهم على البيئة وإشراكهم لتبني السلوكيات وأنماط الحياة التي تحترم البيئة، وتمكين الأساتذة من إدراج التربية البيئية ضمن الدروس التي يلقونها من خلال إقامة روابط بين المواد التي يدرسونها ، فضلا عن ترسيخ التربية على المواطنة من خلال اكتساب ممارسات بيئية جيدة لدى كل مكونات المجتمع وخصوصا لدى أطفال المؤسسات التعليمية الابتدائية المشاركة في البرنامج. وخلصت السيدة كنزة إلى أن برنامج المدارس الإيكولوجية بالمغرب انخرطت فيه 1135 مدرسة ابتدائية على الصعيد الوطني وحصلت من خلاله 104 مدرسة "باللواء الأخضر" فيما حصلت من خلاله 31 مؤسسة على شهادة برونزية و 12 مؤسسة على شهادة فضية، مشيرة إلى أن أكاديميية جهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء شاركت في هذا البرنامج ب 14 مؤسسة تربوية منها أربع مؤسسات بطرفاية و مؤسستين ببوجدور. يشار إلى أن منهجية برنامج "المدارس الإيكولوجية " يشمل سبعة مراحل تضم معايير يسهل تطبيقها في أي مؤسسة تعليمية ابتدائية، ويتعين اختيار منسق للبرنامج للقيام بتنسيق مختلف الأنشطة، وذلك من خلال تكوين لجنة للتتبع و إنجاز التشخيص البيئي للمدرسة وبلورة خطة عمل ومراقبة ووضع تقييم لخطة العمل وإقامة الوصل بالبرنامج الدراسي وإشراك مكونات المدرسة وفعاليات الجماعة وتحقيق الرمز الإيكولوجي.