على بعد أمتار من مطرح النفايات تقطن حوالي 6 آلاف نسمة من ساكنة ''دوار احمادات'' ودوار ''الحفاري'' بتراب جماعة المجاطية أولاد الطالب عمالة إقليم مديونة،هذه الساكنة بعدما استحملت نفايات المطرح العمومي لسنين تجد نفسها اليوم أمام مشكل أكثر خطورة والمتمثل في مشكل الصرف الصحي الذي أحدثته فيضانات الحفر التي شيدتها شركة ''ليدك'' كحل ترقيعي لعملية التطهير السائل لدى الساكنة. ونظرا للضغط التي عرفته هاته الحفر التي احدثت بركا آسنة وتحت احتجاجات الساكنة، جعلت شركة ليدك توقع اتفاقية سنة 2012 مع الجماعة القروية على أساس منحها حق تمرير قنوات الصرف الصحي من تحت أرضية الملعب الجماعي، على أساس أن هاته المياه العادمة يتم التخلص منها عن طريق عملية سقي عشب الملعب، التي ستتكلف شركة ليدك بتهيئته وإصلاح مرافقه الرياضية، وفي حالة فشل المشروع سوف تتحمل الشركة تبعات هذه الاتفاقية والمتمثلة في ربط قنوات الصرف الصحي للساكنة بمشروع القصبة التابع إداريا لجماعة مديونة، حيث لم تمر عن العملية سوى بضع شهور حتى تسبب المشروع في كارثة بيئية لا تقل خطورة عن مطرح النفايات والمتمثلة في تكوين بركة آسنة يزيد قطرها عن 10000 متر مربع بمحاذاة الطريق الجهوية رقم 315 الرابطة بين الدارالبيضاء ومديونة،هاته المياه الآسنة تسببت في تلوث الفرشة المائية لمجموعة من الآبار المجاورة والأشجار والغطاء النباتي، وكذلك إتلاف المحاصيل الزراعية المجاورة، مما جعل مجموعة من مالكي الأرض المجاورة يتقدمون بعدة شكايات في الموضوع إلى السلطات المحلية والمجلس الجماعي وتعطيل الدور الرياضي للملعب وتحويله كذلك إلى بركة مائية آسنة، وأصبحت مجموعة من الطيور تأتي فضاءه عوض الفرق الرياضية المحلية التي كانت تزاول انشطتها الرياضية في غياب بديل له بالجماعة، كما تسببت هاته المياه العادمة في ظهور شقق كبيرة بالمستوصف الصحي الوحيد بالدوار، مما جعل المديرية الاقليمية للصحة تأخذ قرارا بإغلاقه، مما جعل الساكنة تتحمل عناء مسافة خمسة كلمترات مشيا على الأقدام للوصول إلى المستوصف الصحي بجماعة مديونة. بالإضافة إلى ظهور مجموعة من الأمراض منها الجلدية وداء السل والسرطان حسب الشكايات التي قامت الساكنة بإرسالها إلى الجهات المسؤولة، مما جعلت المديرية الإقليمية للصحة في عهد مديرها السابق الذي عزل في ظروف غامضة من منصبه، توفد لجنة إقليمية للوقوف على حقيقة الأمر والتي أذهلتها النتائج الكارثية للوضع الصحي بالمنطقة، مما جعل المجلس الجماعي يضع هاته المشاكل كنقطة في إحدى دوراته مع مراسلة شركة ليدك، التي طالبت في جوابها عن هاته المشاكل وتنفيذ التزاماتها للاتفاقية المبرمة معها، طالبت الشركة المجلس بتوفير بقعة أرضية مع تخصيص مبلغ 600 مليون سنتيم لحل المشكل، مما جعل المجلس يرفع دعوى قضائية ضدها. وفي انتظار شد الحبل بين الطرفين، تبقى الساكنة المتضرر الوحيد. وغير بعيد عن المنطقة، نجد ساكنة دوار الحاج صالح والمديوني بجماعة الهراويين، يعيشون نفس المعاناة منذ سنة 2010 نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي لساكنة العمران تساقطات مياه الأمطار، التي شكلت بمحاذاة هاته الساكنة، بقعا آسنة. ورغم التزام شركة ليدك سنة 2014 بعملية «الكحص» تقوم الساكنة وقفات احتجاجية للمطالبة بوقف المعاناة، لكن دون جدوى،كما تعاني مجموعة من دواوير جماعة سيدي حجاج وادي حصار من تلوث آخر في نفايات المصانعوالتي تسببت لهم حسب تصريحاتهم للجريدة في وفاة مواشيهم وإصاباتهم بأمراض الجهاز التنفسي، كما يعتبر مطرح النفايات مصدر تلوث حقيقي بالنسبة لساكنة عمالة إقليم مديونة ،الذي استحملته ما يقارب 35 سنة، الشيء الذي جعلها تطالب منذ مدة برحيله عن المنطقة رأفة بساكنتها التي تحملت هاته السنين من التلوث، نظرا لكمية الازبال اليومية المتدفقة ،والتي تقدر ب 3500 طن يوميا أو على الأقل التعجيل بالمطرح الجديد، والذي يقال إنه بمواصفات دولية بعد تزايد أخطار التلوث، والتي أصبحت تشكل مصدر قلق وانزعاج للساكنة، والذين أشاروا في اتصالاتهم ''بالجريدة'' إلى انصرام حوالي ثماني سنوات عن الموعد المحدد لإطلاقه وإعادة تأهيل المطرح العشوائي وبناء مطرح جديد مراقب بأحدث التقنيات متسائلين عن أسباب هذا التأخير المبرر.