أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن المندوبية لا تدخر جهدا في سبيل تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي حقوقهم. وذكر الكثيري في كلمة بمناسبة اللقاء التواصلي الذي نظمته المندوبية، أمس ببوعرفة، مع أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم فجيج، بالأشواط التي قطعها ملف مراجعة منحة معاش العطب لفائدة أزيد من 20 ألف مقاوم وأرملة، مشيرا في هذا الصدد إلى مصادقة المجلس الحكومي على زيادة قدرها 30 في المائة من المبلغ الإجمالي لمنحة معاش العطب خلال هذا الأسبوع قبل أن يتم في الأيام المقبلة عرض مشروع القانون المحدد لهذه الزيادة على البرلمان للمصادقة عليه. واستعرض المندوب السامي مجموعة من المكاسب المحققة لفائدة أسرة المقاومة، خاصة في مجال الرعاية الصحية من خلال استفادة المقاومين والأرامل من نظام التغطية الصحية الأساسية والتكميلية ومن منتوج الإسعاف الصحي، مبرزا أيضا مجهودات المندوبية لمساعدة أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للاندماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي عبر خلق مشاريع مدرة للدخل بإنشاء مقاولات صغرى ومتوسطة كبديل عن التوظيف. وفي مجال الاقتصاد الاجتماعي، أكد الكثيري على أهمية العمل التعاوني ودوره في خلق مشاريع مدرة للدخل ومناصب شغل قارة، مشددا في الوقت ذاته على أهمية اللقاءات التحسيسية المنظمة لفائدة أبناء المقاومين بشراكة مع مكتب تنمية التعاون ومجموعة من المؤسسات التي لها علاقة بمبادرات التشغيل الذاتي. وبخصوص الحفاظ على الذاكرة الوطنية والمحلية، أبرز المندوب السامي الجهود المبذولة في حفظ وصيانة هذه الذاكرة والتعريف بها على الصعيد الوطني، مشيرا إلى ما تحقق بإقليم فجيج المجاهد في ما يخص التعريف بشهدائه ورموزه وأبطاله، وذلك بتنسيق مع المجالس الجماعية لإطلاق أسمائهم على الشوارع والأزقة والساحات العمومية والمؤسسات التربوية تكريما لهم على ما أسدوه من تضحيات جسام في سبيل استقلال البلاد والحفاظ على وحدته، كما تم في هذا الإطار بناء مجموعة من الأنصبة التذكارية بمدن وقرى الإقليم، تشريفا وتكريما لأسرة المقاومة وجيش التحرير. ومن أجل إبراز تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بإقليم فجيج ومساهمة أبنائه في معركة الكفاح الوطني، وكذا الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصيانتها من التلف، أشار الكثيري إلى المجهود الجبار الذي قامت به المندوبية عبر بناء فضاءات تربوية وتثقيفية ومتحفية للمقاومة وجيش التحرير بكل من بوعرفة وفجيج وتالسينت بشراكة مع مجموعة من الفاعلين. وفي ختام كلمته، ذكر الكثيري بالمسؤولية الجماعية الملقاة على عاتق المقاومين وأعضاء جيش التحرير وكافة الفاعلين لحفظ وصيانة الذاكرة الوطنية والمحلية، وتلقينها للناشئة من أجل تربيتهم على القيم الحقة للوطنية والمواطنة. وقد تميز هذا اللقاء، الذي حضره عامل إقليم فجيج، إدريس بن عدو، ورؤساء المصالح الأمنية والإدارية والخارجية وعدد من المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعائلتهم وكذا بعض فعاليات المجتمع المدني، بتكريم ثلة من أبناء إقليم فجيج المجاهد والبالغ عددهم 12 مقاوما، إضافة إلى مجموعة من الإعانات المالية على المستفيدين من أسرة المقاومة وجيش التحرير.