نسيت جماهير الوداد الرياضي كل معاناتها، وكل ما تعرضت له من ابتزاز ومن «حكرة»، وحجت «كأمة» واحدة ب40 ألف مشجع إلى مدينة الرباط لتحصين القلعة الحمراء أمام فريق التونسي، بطل النسخة السابقة من مسابقة دوري ابطال إفريقيا، في مباراة قمة مغاربية، احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله ليلة الجمعة الماضية، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله. وسقط مدرب الوداد « فوزي البنزرتي» في الكثير من الأخطاء، سواء على مستوى إدارة المباراة أو اختياراته التي أبانت عن فشل كبير، وعن غياب تام للتنافسية الواجب حضورها في مثل هذه المباريات، التي تبقى تاريخية، ويكون فيها الرهان لقب تطمح إليه كل الفرق الإفريقية. وفشل الوداد الرياضي في نهج لعب هجومي صريح وقوي، يزعزع به ثقة لاعبي الترجي في أنفسهم، ذلك أن البنزرتي وطيلة الشوط الأول اعتمد أسلوب الترقب والحيطة والانكماش الدفاعي، مع الفوضى في وسط الميدان الذي كان فيه اللاعب إبراهيم النقاش يجري، ويبحث عن أقدام لاعبي الترجي التونسي، وهو ما تسبب له في إنذار، كما منح الفريق التونسي كرة ثابتة، انتهت في شباك الحارس «رضا التكناوتي»، بعد ما خدعه اللاعب «كوليبالي» وعاشت جماهير الوداد صدمة كبرى وهي ترى بأن جزءا من دفاعات القلعة الحمراء عن اللقب قد بدأ ينهار، واستعادت سيناريو 2011، خاصة وأن لاعبي فريقهم دخلوا المباراة من دون روح، ومن دون تلك القتالية والرغبة الجامحة في الانتصار وبقوة، لأن في مثل هذه المنافسات تبقى مباراة الذهاب مفتاحا لمباراة الإياب، التي ستدور في ظروف أخرى. وظهر جليا بأن الوداد يعاني على مستوى كل الخطوط، الدفاع فيه العديد من الثغرات، والوسط عاجز عن القيام بدور الرابط، والهجوم كان فيه الغياب التام لمحمد أوناجم، الذي ربما كان يبحث عن نفسه بعد غيابه الطويل. وورط اللاعب أوناجم كثيرا مدربه البنزرتي، الذي اعتمد عليه رغم عدم جاهزيته الذهنية والبدنية، وهو ما ضيع على فريق الوداد بعض الفرص السانحة للتسجيل، والتي كانت ستغير وجه المباراة، وتعطي بعض الثقة للفريق، الذي فقد كل قدرة على المناورة والمغامرة، ومفاجأة الحارس «معز بنشريفية». وحتى تكتمل مصائب البنزرتي ومعها فريق الوداد، طرد الحكم المصري «جهاد جريشة» اللاعب إبراهيم النقاش بسبب تهوره، مع بداية الشوط الثاني، وليصبح وسط الميدان مساحات ومجالا لعبور لاعبي الترجي، خاصة وأنهم أصبحوا مسلحين بقوة عددية، وبسرعة عالية، خلقت الكثير من المتاعب لدفاع الوداد. وزاد من قوة الترجي التونسي الخمول الكبير الذي ظهر به اللاعب وليد الكارتي، الذي أصبح تائها، وغريبا في الميدان. ونجا فريق الوداد من استقبال أهداف أخرى في أكثر من مناسبة، وهي الأهداف التي كانت ستنهي كل الطموح الأحمر في عقر الدار. وأمام الفشل الذريع، لجأ فوزي البنزرتي إلى بعض الحلول، مكنت من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 79 بواسطة اللاعب» إبراهيما كومارا». وأعاد هدف التعادل بعض الأمل للوداد قصد خوض مباراة الإياب بطموح تحقيق معجزة، ترفع من ألقاب الفريق إلى ثلاثة، خاصة وأن الترجي سيكون محروما من 3 من أجود لاعبيه هم: معز بنشريفية وغيلان الشلايلي وشمس الدين الذواذي. يذكر أن الوداد سجل هدفا عبر العملود بتسديدة زاحفة من مسافة قريبة، عبدما استغل كرة من النيجيري باباتوندي في المعترك، فتلاعب بأحد المدافعين وتابعها بيمناه داخل المرمى. لكن الحكم جريشة ألغى الهدف بعد اللجوء لتقنية الفيديو، بداعي لمس الحداد للكرة قبل الهدف، بيده وسط احتجاجات ودادية كبيرة. ولجأ جريشة مرة أخرى لتقنية الفيديو، واحتاج هذه المرة لأكثر من 3 دقائق للتأكد من كرة لمست يد المدافع شمام، إثر تسديدة لباباتوندي من داخل المنطقة، لكنه أمر بمواصلة اللعب وسط احتجاجات للاعبي الوداد، الذين كانوا يطالبون باحتساب بضربة جزاء.