عاد الترجي التونسي حامل اللقب والوداد البيضاوي المغربي بطل النسخة قبل الماضية ببطاقتي الدور النهائي لمسابقة عصبة أبطال إفريقيا في كرة القدم بتعادلهما السلبي مع مضيفيهما مازيمبي الكونغولي الديموقراطي وماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي على التوالي السبت في إياب نصف النهائي. ودافع الممثلان العربيان ببسالة على فوزيهما الثمينين على أرضهما ذهابا، حيث تغلب الترجي 1-صفر على مازيمبي بطل 2015 السبت الماضي في رادس، والوداد البيضاوي 2-1 على صنداونز بطل 2016 الجمعة الماضي في الرباط. وهي المرة الأولى في تاريخ المسابقة القارية التي يبلغ أبطال النسخ الأربع الأخيرة الدور نصف النهائي، والثالثة على التوالي التي يكون فيها الدور النهائي عربيا بعد تتويج الوداد البيضاوي والترجي على حساب الأهلي المصري. وسيكون الدور النهائي بين الترجي والوداد البيضاوي إعادة لمواجهتها في الدور ذاته عام 2011 عندما نال الفريق التونسي اللقب. ويقام الدور النهائي في 24 ماي الحالي ذهابا في الرباط، وفي 31 منه إيابا في رادس. ويسعى الترجي للقبه الرابع في ثامن نهائي في المسابقة بعد تتويجه أعوام 1994 و2011 و2018، والوداد البيضاوي بقيادة مدربه التونسي فوزي البنزرتي إلى لقبه الثالث في رابع نهائي في تاريخه بعد تتويجه عامي 1992 و2017. في المباراة الأولى في لوبومباشي، يدين الترجي بتأهله للمرة الثانية تواليا إلى الدور النهائي، إلى حارسه معز بنشريفية الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة عدة. وقال مدرب الترجي معين الشعباني "الخروج بالتعادل السلبي من لوبومباشي يعتبر إنجازا"، مضيفا "التأهل لم يكن سهلا كما كان يتوقع البعض، مازيمبي فريق محترم جدا ونحن قرأناه جيدا في مبارياته داخل أرضه وخارجها، وجه زنا اللاعبين ذهنيا بشكل جيد لهذه المباراة والفضل في التأهل يعود إليهم بكل تأكيد". وكانت أول وأخطر الفرص للفريق التونسي عبر أيمن بن محمد بتسديدة قوية من خارج المنطقة أبعدها الحارس الايفواري سيلفان غبوهويو بصعوبة إلى زاوية (29)، وضربة حرة مباشرة للجزائري يوسف بلايلي مرت بجوار القائم الأيسر (32). وبدأ بنشريفية تألقه في الدقيقة 35 عندما أبعد تسديدة قوية لميشاك إيليا من داخل المنطقة قبل أن يشتتها الدفاع، ثم أبعد تسديدة أخرى للاعب نفسه من داخل المنطقة أيضا إلى ركنية (44)، وتصدى لكرة قوية للزامبي رينفورد كالابا من مسافة قريبة إثر ضربة زاوية (45+1). ونزل مازيمبي بكل ثقله في الشوط الثاني، وتوغل كالابا داخل المنطقة ولعب كرة عرضية مرت بجوار القائم الأيسر لبنشريفية (54). وأنقذ الحارس التونسي مرماه من هدف محقق بإبعاده كرة أكروباتية لبن مالانغو، بديل تريزور مبوتو، وحولها إلى ركنية لم تثمر (57)، ثم تابع تألقه بإبعاده تسديدة كالابا من داخل المنطقة (68)، ثم رأسية لمالانغو (74). وحرمت العارضة مازيمبي من هدف بردها رأسية مالانغو (90+2)، ثم تصدى بنشريفية لتسديدة اللاعب نفسه من مسافة قريبة (90+3). وفي المباراة الثانية في بريتوريا، حجز الوداد البيضاوي بطاقته بفضل الصلابة والروح القتالية والأداء الجماعي للاعبيه الذين حرموا صنداونز من فرض أسلوب لعبه وغلقوا المساحات أمام الضيوف الذين كانوا أكرموا وفادة الأهلي المصري بخماسية نظيفة على الملعب ذاته في ذهاب الدور ربع النهائي. وتغلب الوداد البيضاوي على الصعوبات التي واجهها في المباراة خصوصا غياب نجمه محمد أوناجم بسبب الإصابة وعميده لاعب الوسط ابراهيم النقاش والمدافع محمد نهيري بسبب الإيقاف، حتى أنه كان بإمكانه الخروج فائزا لو استغل مهاجموه المرتدات الخطيرة التي قاموا بها خصوصا البديل النيجيري مايكل باباتوندي. وأشاد البنزرتي بلاعبيه الذين "قدموا مباراة للتاريخ خصوصا من الناحية الدفاعية. كانت المجموعة متناسقة ومتناغمة رغم قوة صنداونز على ارضه، دفاعنا ووسط الميدان صمدا وحافظنا على نظافة شباكنا واستفدنا من أفضليتنا في مباراة الذهاب". في المقابل، قال مدرب صنداونز بيستو موسيماني "حاولنا الثيام بكل شيء ولم نتمكن من التسجيل. ربما فريقي لم يكن سلسا في البداية واللاعبون المهمون لم يكونوا حاضرين وكان هناك توتر". وأضاف "يجب ان نهنىء الوداد الذي قدم مباراة جيدة. هذه هي كرة القدم، الإقصاء لا يحدث لنا فقط ولكن لأكبر الاندية في العالم، فمانشستر سيتي (الانكليزي) و(مدربه الإسباني) بيب غوارديولا خرجوا من مسابقة عصبة ابطال أوروبا". وغابت الفرص الحقيقية للتسجيل عن الشوط الأول باستثناء توغل زهير المترجي داخل المنطقة ولعب كرة عرضية إلى وليد الكرتي أبعدها المدافع تيبوغو لانغرمان بصعوبة إلى ركنية (25). وكانت أول فرصة حقيقية للفريق الجنوب إفريقي من تسديدة قوية لصانع ألعابه لياندرو سيرينو من خارج المنطقة بين يدي الحارس محمد رضا التكناوتي (50). وأهدر باباتوندي، بديل المترجي، فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل عندما تلقى كرة رائعة من المتوغل داخل المنطقة بديع أووك فاستدار حول نفسه مراوغا المدافع نوسا ليبوسا ولعبها بغرابة بعيدا عن الخشبات الثلاث (66). وتدخل الحارس الأوغندي دينيس أونيانغو في توقيت مناسب للتصدي لانفراد باباتوندي (77)، وكاد المضيف يفعلها عندما توغل ثيمبا زواني داخل المنطقة وحاول التسديد لكن المدافع أيوب العملود أبعد الكرة في توقيت مناسب إلى زاوية لم تثمر (80).