« هل رفعت السلطات المحلية بالمنطقة (الراية البيضاء)، أمام ظاهرة البيع بالتجوال العشوائي ذات التداعيات السلبية على الساكنة المجاورة؟ » . إنه السؤال الكبير الذي رددته الألسن بمرارة خلال الوقفتين الاحتجاجيتين المنظمتين أمام مقر عمالة عين الشق يومي الثلاثاء 16 و23 دجنبر 2014، بهدف إيصال صرخات قاطني حي ساسام ، للمسؤولين بعد أن أعياهم الانتظار و«ملوا الوعود التي لاتتحقق على أرض الواقع»! يقول أحد المحتجين « لقد حرمنا من الراحة والسكينة منذ مدة ليست بالقصيرة ، بسبب احتلال أزقة الحي من طرف الباعة الجائلين ، الذين فرضوا علينا حصارا خانقا ينطلق ضجيجه من الساعات الأولى للصباح إلى ساعات متأخرة من الليل» ، مضيفا « لقد طرقنا أبواب مختلف المسؤولين بشأن ما يعرفه الحي الذي نقطن به (ساسام سيدي معروف ) ، التابع ترابيا إلى عمالة مقاطعة عين الشق بالدارالبيضاء ، ووجهت شكاية إلى عامل المنطقة «من أجل وضع حد لمعاناتنا اليومية، لكن دون جدوى ، كما اتصلنا بممثلي السلطة المحلية بالمنطقة عبر الملحقة الإدارية «اولاد رحو» ، حيث يتم الاكتفاء بتنظيم حملات ، من وقت لآخر ، لإجلائهم بعيدا ، غير أن الوضع سرعان ما يعود إلى الفوضى واحتلال الممرات ، لدرجة منع سيارات السكان من المرور، والذين يُفرض عليهم ركنُها بعيدا ، وإذا ما حتج أحدهم يتلقى سيلا من السب الفاحش من بعض الباعة ، دون إغافال التهديد أو الاعتداء بالسلاح الأبيض»! المحتجون أشاروا ، أيضا ، إلى «الأضرار البيئية المجسدة في تراكم الأزبال والنفايات الناتجة عن هذه التجارة الفوضوية» ، كما « أن سيارات النقل المدرسي تجد صعوبة في الوصول إلى أبواب المنازل ، حيث يجبر الآباء والأمهات ، على اصطحاب أبنائهم الصغار ، إلى خارج الأزقة ، دون نسيان الصعوبات التي تعترض سيارات الإسعاف إذا ما استوجبت وضعية أحد المرضى تدخلا استعجاليا لنقله إلى المستشفى»! ويتساءل المتضررون عن سبب غياب الصرامة في التعاطي مع وضعية «احتلال» حي ساسام وأساسا الأزقة القريبة من المسجد بالمقارنة مع أحياء أخرى تمكنت السلطات المسؤولة عنها ترابيا ، من تحرير العديد من فضاءاتها وشوارعها وأزقتها، مما جعل السكان يستعيدون السكينة التي افتقدوها لسنوات ؟ ويبقى اللافت ، يضيف أحد المتحدثين ، أن سوقا نموذجيا يتواجد بالمنطقة، وسوقا بلديا «بومال» ، تمت توسعته وإصلاحه ، يظلان دون استغلال ، مع العلم أن «تشغيل» محلاتهما بطريقة «شفافة» يعد حلا ناجعا لهذه الظاهرة السلبية ، التي تشوه الحي وتحوله إلى «نقطة قروية» بالنظر إلى «جحافل» الحمير التي تغزو المنطقة يوميا ! و طالب السكان المحتجون ، السلطات المسؤولة، باستعجالية التدخل « لإيجاد حل نهائي لمعاناتنا مع هذه الفوضى اليومية» ، مؤكدين أنهم لن يتخلوا عن الدفاع عن حقهم «في العيش في ظل الهدوء والطمأنينة ، الذي يكفله لنا دستور البلاد»، محملين مسؤولية ما يمكن أن يحدث « من مواجهات مع بعض الباعة البلطجية ، في القادم من الأيام، إلى الجهات المعنية بالحرص على تطبيق القانون دون إبطاء أوتسويف ، وبعيدا عن الحلول الترقيعية» !