« لم نعُدْ ننْعم بالراحة والسكينة منذ مدة طويلة ، جراء احتلال أزقة حيّنا من قبل الباعة الجائلين ، الذين فرضوا علينا حصارا غير مسبوق، يبدأ من الساعة السابعة من صباح كل يوم إلى ساعات متأخرة من الليل»! إنّها صرخة ساكنة حي ساسام سيدي معروف التابع ترابيا إلى عمالة مقاطعة عين الشق بالدارالبيضاء ، والمتضمّنة في شكاية توصلت الجريدة بنسخة منها وُجهت إلى عامل المنطقة «قصد وضع حد لمعاناة طالت أكثر من اللازم» لكن دون جدوى لحد الآن ، علما بأن المتضررين سبق لهم أن دقوا باب السلطات المحلية بالمنطقة من خلال الملحقة الإدارية اولاد رحو « أكثر من مرة ، حيث يتم تنظيم حملات ، بين الفينة والأخرى ، لإجلائهم بعيدا ، غير أنه سرعان ما يعود الوضع إلى ماهو عليه من احتلال يصل حدّ منع سيارات القاطنين من المرور، والذين يُفرض عليهم ركنُها بعيدا ، وإذا ما حتج أحدهم تلقى وابلا من السب والقذف من بعض الباعة ، قد يتحول في أية لحظة إلى تهديد أو اعتداء بالسلاح الأبيض»! «وضعُ الاحتلال هذا يقول المشتكون جعلنا تحت رحمة عدد من البلطجية ، الذين لا يترددون في التحرش بنسائنا وبناتنا اللاّئي أصبحن يجِدن صعوبة في التنقل بسلاسةٍ داخل الحي» ، مشيرين إلى «الأضرار البيئية الكبيرة المتمثلة في تراكم الأزبال والأوساخ الناتجة عن هذه الأنشطة العشوائية» ، إضافة إلى عرقلة حركة السير « حىث أن سيارات النقل المدرسي أضحى سائقوها مطالبين بالتوقف في نقط بعيدة عن أبواب المنازل ، الأمر الذي يلزم الآباء، والأمهات خصوصا ، باصطحاب أبنائهم ، وأساسا الصغار ، إلى خارج الأزقة ، وهي محنة إضافية لم تكن في الحسبان ، دون إغفال صعوبة ولوج سيارة الإسعاف إذا ما احتاجت وضعية أحد المرضى تدخلا استعجاليا»! هذا وتساءل المتضررون عن سبب عدم التعاطي مع «احتلال» حي ساسام وبالضبط الأزقة القريبة من المسجد بالصرامة المطبّقة في أحياء أخرى، حرّرت العديد من الممرات والفضاءات، وأعادت لسكانها الهدوء الذي افتقدوه منذ سنوات ، علما بأن سوقا نموذجيا يقع على مرمى حجر، وسوقا بلديا «بومال» تمت توسعته وإصلاحه ، يمكن أن يشكل «تفعيل» محلاتهما بطريقة شفافة وموضوعية حلا لهذه المعضلة القاهرة، وفي نفس الآن الحفاظ على الطابع الحضري والمتمدن للمنطقة، عوض تركها عرضة لمظاهر الترييف من خلال «جحافل» الحمير التي تجر عربات الباعة وتعيثُ في «شجيرات» الحي إتلافا!؟ هذا والتمس السكان المتضررون ، من كافة السلطات المعنية، التدخل العاجل « لتخليصنا من هذه الوضعية ، التي حولت يومياتنا إلى محنة يصعب وصفها » ، معلنين عزمهم على الدفاع عن حقهم في «الحياة الهادئة بمختلف الوسائل القانونية السلمية ».