«لايعقل أن يستمر الوضع على هذا الحال . خناق يحاصر شوارع أساسية بمدينة بركان بسبب الباعة الجائلين ومعاناة يتجرعها المواطنون دون التفاتة مسؤولة من المعنيين» أفاد مواطن مغربي مقيم بالخارج لجريدة «الأحداث المغربية» وهو ينظر يمينا ويسارا للإفلات من سد منيع من العربات المجرورة ثم استطرد قائلا «هذه كارثة لابد لها من حل» . انتظر المهاجر وقتا طويلا قبل أن يشفق عليه بعض الباعة الذين هيأوا له ممرا ليمر بصعوبة دون أن يطرق باب الإحتجاج خوفا من تلقي وابلا من السب والشتم على حد قوله أو اعتداء جسديا محتملا في حالة المطالبة بحقه في المرور واستعمال الطريق . فوضى حقيقية تعرفها بعض الشوارع ومنها الطحطاحة بحي العيون وزنقة شراعة وأمكنة بالقرب بسوقي بايو وفرياض . اكتظاظ مهول من كثرة العربات المجرورة بالأيدي والحمير وتدفق بشري شجع بعض الباعة الجائلين على نصب خيام دائمة وسم الطرقات والشوارع دون الإكتراث بعرقلة السير أو إزعاج المارة باحتلال الأرصفة والطرقات المزفتة على حد سواء . أسواق من نوع خاص فتحت المجال واسعا أمام اللصوص والنشالين الذين يعشقون الزحمة من أجل الإنقضاض على ضحاياهم خاصة من النساء اللواتي تتربص بهم الأعين قبل الدخول إلى جحيم أسواق مفتعلة تحولت خلال شهر رمضان إلى حلبات للملاسنات وتبادل السب والشتم أو اللكمات في بعض الأحيان . مغامرة يفتح أبوابها كل من أراد أن يخترق تلك الأسواق خوفا على نفسه من مخاطر تنتصب بين جنباتها وأفخاخ تتسبب فيها ممرات ضيقة لا تترك فرصة النجاة لكل العابرين من المواطنين والمواطنات . صراخ الباعة من أجل عرض سلعهم على إيقاع المنبهات الصوتية للسيارات وبين اللحظة والأخرى يتدخل البعض من أجل فك نزاع أو مواساة امرأة فقدت حقيبتها اليدوية ولم تعد تملك نقودا من أجل العودة إلى منزلها بمصروف جاءت لأجله . تذمر واستياء عبرت عنه أعداد مهمة تقدمت بشكايات إلى الجهات المسؤولة من أجل إيجاد حلول مناسبة تضع حدا لمحنة طويلة تزداد حدة مع مرور الوقت. وكانت عمالة بركان قد احتضنت مؤخرا اجتماعا موسعا حضرته أطراف معنية، حيث تم الإتفاق على إحداث أسواق بالأحياء من أجل احتواء جيوش من الباعة تعج بهم شوارع وأزقة مدينة بركان. إفادات من الباعة الجائلين قبلت بالدخول إلى الأسواق في حالة منحها أماكن تريحها على حد تعبيرها من معاناة حقيقية بالشوارع خاصة وأن العربات المجرورة في نظرها شاقة ومتعبة وهي المصدر الوحيد من أجل إعالة المئات من الأسر والعائلات الفقيرة التي تنتظر اللقمة من باعة جائلين سدت في وجوهم أبواب الشغل . استفحال احتلال الملك العام خلال المدة الأخيرة أمام تفرج الجهات المسؤولة التي لا تحرك ساكنا حتى لا تفتح نوافذ الإحتجاج ليبقى السائق والمواطن يعانقان محنة حقيقية باحتلال الطرقات والأرصفة . « هاد شي بزاف. المشكلة زايدة والكل كيتفرج . ما عارفينش إيمتا غادي تكمل هاد المهزلة . الباعة الجائلين كيتزايدوا بلا قياس والكارثة غادي توقع بلا شك، أفاد أحد المواطنين لجريدة «الأحداث المغربية» وهو ينظر ناحية طريق أغلقت عن آخرها ثم استطرد قائلا: « كيفاش غادي أدير باش تفوت خاصك تطير ..» . احتجاجات لم تستثن تجارا يطالبون بحمايتهم من تجارة فوضاوية بالملك العام وباعة جائلين يتمسكون بإيجاد بدائل حقيقية بخلق فضاءات أو أسواق تجمع شملهم . إنزال لم تشهد من قبله مدينة بركان أبطاله الباعة الجائلون ومكانه الملك العام وضحيته مواطن لا يعلم إلى متى سيستمر وضع كارثي تبقى حلوله على حده قوله مستعصية بالحاضر والمستقبل القريب.