ظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة بتنسيق مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة الندوة الجهوية الثانية حول موضوع التجديد التربوي تحت شعار «سؤال التجديد التربوي وعلاقته بالقيادة وتأهيل الفاعل التربوي»، وذلك يوم الجمعة 17 ماي 2019. وتندرج هذه الندوة في سياق الجهود المبذولة من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من أجل تشجيع الممارسات التجديدية في المدرسة المغربية، وتطلعاتها الهادفة إلى إعداد استراتيجية وطنية للتجديد التربوي تضمن الارتقاء بالممارسات البيداغوجية، كما تأتي في إطار الإعداد لتنظيم ندوة دولية حول التجديد التربوي. وتهدف النسخة الثانية للندوة الجهوية، التي حضرها مصطفى السليفاني مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ونورالدين المازوني ممثل الوزارة، والمديرون الإقليميون، و رؤساء الأقسام والمصالح، وممثلون عن هيئة التفتيش والأطر الإدارية والتربوية، إلى تدارس آليات لمأسسة التجديد التربوي، وبلورة آليات لتقاسم وتثمين التجارب والممارسات التجديدية المتميزة ذات التأثير الإيجابي على الأداء التربوي، بالإضافة إلى ترسيخ سيرورة دينامية ومستدامة للتجديد التربوي عبر تأهيل ومواكبة مختلف الفاعلين التربويين. وفي كلمة افتتاحية gمدير الأكاديمية، اشار إلى أن سؤال التجديد التربوي مرتبط بالوظائف المتعددة للمدرسة في المجالات الاجتماعية والتربوية والتنموية باعتبارها مؤسسة للتنمية الاجتماعية، وبالتالي فالمدرسة مطالبة بتجديد مقاربتها التربوية وطرائقها البيداغوجية والانخراط الفاعل في مجتمع المعرفة. مؤكدا على دور التجديد التربوي في بلوغ أهداف الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي 2030-2015، وأهميته في ملاءمة المناهج الدراسية والطرائق والتكوينات مع الحاجات المتجددة للمجتمع. وأضاف مدير الأكاديمية أن الهدف الأساسي من هذا النقاش العلمي والأكاديمي هو جعل علوم التربية ومستجداتها في خدمة الممارسة الصفية اليومية، خاصة في ظل التطور المتسارع للعلوم الانسانية والاجتماعية والتربوية في علاقتها مع العولمة، والتحديات التي تفرضها. من جهته، أبرز نورالدين المازوني في عرض مفصل الإطار المرجعي للتجديد التربوي والسياق العام الذي يندرج فيه وارتباطه بالبرنامج الملتزم به أمام صاحب الجلالة خاصة في أبعاده البيداغوجية (مراكز الفرصة الثانية، التعليم الأولي، التحكم في اللغات..) والنموذج التنموي الجديد وما يشكله الرأسمال البشري من أهمية قصوى لبلوغ أهدافه. كما أوضح المتدخل مفهوم التجديد التربوي والممارسات التجديدية وأهدافه ومجالات التجديد التربوي ذات الأولوية بالإضافة إلى مراحل إرساء ثقافة التجديد التربوي وقيادته. واختتم العارض بالتذكير بأهمية التجديد التربوي وانسجامه مع مضامين الرؤية الاستراتيجية، مقترحا عددا من الآليات للارتقاء به والتي تتجلى في وضع استراتيجية وطنية للتجديد التربوي وخلق بنيات جهوية وإقليمية ومحلية لتشجيع التجديد التربوي والتحفيز عليه، ومراجعة مناهج التكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وإدخال مصوغات جديدة تهتم بتنمية كفاية التجديد التربوي لدى الأساتذة المتدربين، والعمل على مأسسة التجديد كي لا يبقى مجرد تجارب فردية متفرقة، واعتماد تجريب المشاريع التجديدية. يشار إلى أنه، خلال هذه الندوة، تم تقديم مشروعين تجديدين من أجل تقييمها من طرف لجنة علمية وانتقاء أجودها للمشاركة في الندوة الدولية حول التجديد التربوي، ويتمحور الأول حول موضوع «إرساء منظومة للتكوين عن بعد لخلق محتويات بيداغوجية باستعمال technopale لإحداث بنك للموارد الرقمية، والثاني حول «أنشطة اللعب ودورها في تنمية المهارات اللغوية وتحسين العلاقات الاجتماعية لدى متعلمي التعليم الأولي، الأغاني التربوية نوذجا» . كما عرفت الندوة أربع مداخلات قيمة في مواضيع «توظيف التكنولوجيات والمعلوميات في الاتصال وفي التدريس «(TICE) للأستاذ عبد الرحيم افاضيسن، و»استراتيجية الفصول المعكوسة دعامة للتجديد البيداغوجي عبر الرقمنة والاتصال» للدكتور يوسف الشبلاوي، و»التجديد البيداغوجي وبناء القيم (الأنشطة الوظيفية نموذجا)»، و»التجديد البيداغوجي من الأوراش الكبرى في إصلاح منظومة التربية والتكوين للدكتور عبد الرزاق أبو الصبر.