شكل موضوع «التجديد التربوي دعامة أساسية لتجويد منظومة التربية والتكوين» محور ندوة جهوية نظمتها، الاثنين المنصرم بالداخلة، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب. ويهدف هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار الندوات الجهوية للتجديد التربوي برسم سنة 2019، إلى انتقاء المشاريع التجديدية للمشاركة في النسخة الثانية للندوة الدولية المزمع تنظيمها في نونبر المقبل. وفي كلمة بالمناسبة، قالت مديرة الأكاديمية الجهوية، الجيدة اللبيك، «إن هذه الندوة تندرج في إطار أجرأة مجموعة من رافعات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية 2015-2030، وذلك وفقا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الإطار»، مضيفة « أن هذه الندوات تتوخى إيجاد استراتيجية موثوقة وواضحة من أجل استثمارها وطنيا في مجال التجديد التربوي، تماشيا مع ما يعرفه المشهد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي من تغيرات تستلزم من قطاع التعليم مواكبتها». وأشارت إلى «أن هذه الندوة تسعى أيضا إلى إيجاد حل لإشكالية عدم وجود مواءمة بين ما يتعلمه التلميذ والطالب وما يتطلبه سوق الشغل، من خلال تضافر جهود أطراف العملية التربوية والعمل على مأسستها بآليات وطنية وجهوية وإقليمية ومحلية، بهدف تنمية قدرات الفاعل التربوي لأنه هو من سيقود هذا التجديد». وخلال اللقاء، قدم رئيس قسم البحث والأرشيف ونشر الوثائق البيداغوجية بالمركز الوطني للتجديد التربوي والتجارب، نور الدين المازوني، عرضا تأطيريا حول التجديد التربوي، استعرض فيه سياق ومرجعيات وأهداف هذه المبادرة ومجالاتها ذات الأولوية وموجهاتها. من جهته، تحدث رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، خالد لبكيري، عن «سيرورة البحث والتجديد التربوي بجهة الداخلة وادي الذهب»، مؤكدا أن «الارتقاء بالتجديد التربوي يستدعي إحداث بنيات جهوية وإقليمية ومحلية لتشجيع التجديد التربوي والتحفيز عليه، وملء الفراغ التشريعي لحماية الأساتذة المجددين، ومد الجسور بين مختلف المواد الدراسية والتفكير في وضع مناهج مندمجة وغيرها».كما تطرق إلى دور البحث الإجرائي في تكوين مدرس مجدد، موضحا «أن استخدام منهجية البحث الإجرائي لحل المشكلات التربوية العملية التي يواجهها المدرس تهدف إلى التجديد في ممارساته التربوية بغية تطويرها قصد تحسين التعلمات». وأضاف» أن مكانة الفعل التجديدي في البحث الإجرائي تكمن في ما يقترحه هذا الأخير من حلول وبدائل تمكن من إعادة توليف عناصر العملية التربوية وهيكلتها قصد تجديد وتطوير الممارسة المهنية». وفي عرض حول البحث التدخلي كآلية للتجديد التربوي، أكد يحيى الطوبي، الأستاذ والمكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، أن «التجديد التربوي هو إدخال كل جديد في الأفكار والسياسات أو البرامج أو الطرق أو البيئة التعليمية القائمة بالفعل، بشرط أن يحدث تحسنا ملموسا في جودة الخدمة التربوية»، مشيرا إلى «أن التجديد التربوي يهدف إلى المساهمة في تنقيح وتحسين البرامج والمناهج والتكوينات، وتحسين العرض التربوي وتجويد التعلمات، والمساهمة في الرفع من المردوديتين الداخلية والخارجية للمنظومة التربوية، ومصاحبة ودعم الممارسات التربوية، وجعل المدرسة أكثر جاذبية لمرتاديها وتأمين انفتاحها على محيطها السوسيو اقتصادي». وتميزت هذه الندوة بتقديم تسعة مشاريع للتجديد التربوي من إنجاز عدد من الأطر والفعاليات التربوية، وكذا توزيع الشواهد على المشاركين في هذا الحدث التربوي.