فاز المخرج المغربي الشاب المنحدر من مدينة وجدة، لخضر الحمداوي بجائزة أحسن فيلم سينمائي قصير عن فيلمه "صراع"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة للمهرجان الوطني للفيلم القصير لسينما الهواة بسلا، والمنظم من لدن جمعية "حمامة السلام" في الفترة المتراوحة ما بين 12 و14 دجنبر 2014، وهي التظاهرة السينمائية الوطنية الموجهة للمخرجين المغاربة الشباب الذين يبدعون بشكل جيد في أفلام سينمائية قصيرة تنجز وتنتج بمختلف مدن المملكة. جاء هذا التتويج المستحق للمخرج لخضر الحمداوي الذي راكم العديد من الأفلام القصيرة والفيديو كليبات، خصوصا في إطار اشتغاله مع فنانين مغاربة مرموقين. واختير فيلم "صراع" في المسابقة الرسمية لمهرجان سلا الوطني لقيمته الفنية وطريقة اشتغال المخرج على زوايا التصوير واختيار الممثلين وعملية المونتاج التي خدمت بشكل جيد الشريط ككل. فكرة سيناريو فيلم "صراع" مستمدة من الحياة اليومية المعاشة، من خلال أحداث وصراعات وممارسات، ويقدم بالتالي للمتلقي مجموعة من الرسائل، حيث يعيش المشاهد طيلة 15 دقيقة مع أحداث وصراعات ثلاثة قصص اجتماعية متداخلة فيما بينها، لكنها منفصلة سرديا، وفي آخر الفيلم يكشف المشاهد أن فكرة الفيلم هي قصة واحدة مترابطة ومتكاملة الأحداث والأجزاء. لعب الأدوار الرئيسة في شريط "صراع" كل من سمير زاهري وغزلان إسماعيل وفؤاد الحمداوي وفوزية الغندور، وكانت أدوارهم موفقة إلى حد كبير موازاة مع أحداث وصراعات الفيلم، كما كان فضاء وجدة الرحب مسرحا لهذه الأحداث، التي تنطوي على صراعات نفسية وبدنية وسوسيولوجية، من خلال قصص متداخلة ومترابطة كما أشرت في السابق، منها قصة شاب مجاز معطل يبحث عن شغل، ليتحول إلى بائع سجائر بالتقسيط، وفتاة مضحية بمستقبلها لأجل والدتها المريضة وأخوها المتهاون، وشاب معربد يصرف ماله على فتاة. بالرجوع إلى فيلموغرافية المخرج الشاب لخضر الحمداوي نجدها ثرية من حيث تراكم الإنتاجات الفنية، بحيث بدأ مشواره الإبداعي والفني بإنجاز أول فيديو عبارة عن فيلم وثائقي تربوي سنة 2002، حول الشأن المحلي "المطرح العمومي السابق بواحة سيدي يحي"، شارك به في مسابقة البيئة بثانوية وادي الذهب بلازاري، ومن تم تفتقت فكرة إنجاز وإنتاج أفلام قصيرة هادفة تعالج قضايا وإشكاليات مجتمعية صرفة، حاول من خلالها المخرج إيصال عدد من الرسائل والإشارات للمتلقي "المجتمع"، فكان إذن فيلمه القصير الأول سنة 2008 "ابن الشارع" في جزءه الأول، ثم الجزء الثاني في سنة 2009، وفي سنة 2010 أنجز فيلم آخر قصير تحت عنوان "حقيقة الأحلام"، وتلتها أعمال أخرى منها: "القاتل" سنة 2011، و"نهاية اللعبة" سنة 2013 التي حاز عنها على المرتبة الأولى في إطار الإقصائيات الجهوية للفيلم التربوي القصير بفاس. في سنة 2014 أخرج فيلم "أم الخبائث" عن فكرة وسيناريو حول تعاطي الخمر، ثم فيلم "صراع" الحائز على المرتبة الأولى بالمهرجان الوطني للفيلم القصير هواة بسلاالجديدة بداية هذا الشهر. إذن تبقى إبداعات هذا المخرج الشاب موفقة إلى حد الآن بحكم عشقه للفن السينمائي وتمثيل مدينة وجدة أحسن تمثيل في المحافل الوطنية من خلال الفيلم الروائي القصير، بالإضافة لإنجازه عدد من الفيديو كليبات كان آخرها مع المغني الشاب سعيد موسكير.