رسم تقرير جديد صدر أمس عن المندوبية السامية للتخطيط صورة قاتمة لواقع سوق الشغل بالوسط القروي، حيث أكد أن الاقتصاد الوطني فقد خلال الفصل الأول من العام الجاري 94 ألف منصب شغل في البوادي، مقابل إحداث 109 آلاف منصب شغل بالمدن. كما كشف التقرير عن ضعف وتيرة مناصب الشغل المحدثة خلال الشهور الثلاثة الأولى من 2019 والتي لم تتعد 15 ألف منصب شغل صاف، مقابل إحداث 116ألف منصب سنة من قبل. وقال التقرير إن عدد العاطلين بالمغرب وصل خلال الفصل الأول من العام الجاري إلى مليون و 211 ألف شخص متراجعا ب 0.5 في المئة مقارنة مع مستواه في نفس الفترة من العام الماضي، غير أن هذا التراجع لم يكن بسبب إحداث مناصب شغل أكثر، وإنما بسبب تراجع عدد النشيطين الذي نزل عن عتبة 12 مليون نشيط . وأحدث قطاع «الخدمات»144 ألف منصب شغل و قطاع «البناء والأشغال العمومية» 19 ألف منصب وقطاع «الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية» 4 آلاف منصب، بينما سجل قطاع «الفلاحة والغابة والصيد» فقدان 152 ألف منصب شغل. وفي هذا السياق، وبانخفاض 69 ألف شخص بالوسط الحضري وارتفاع 8 آلاف بالوسط القروي، فقد تراجع عدد العاطلين ب 61 ألف شخص على المستوى الوطني، ليبلغ بذلك 1.211ألف شخص. وهكذا، انتقل معدل البطالة من 10,5 في المئة إلى 10 في المئة على المستوى الوطني، من ,6 15 في المئة إلى 14,5 في المئة بالوسط الحضري ومن 3,5 في المئة إلى 3,8 في المئة بالوسط القروي. وقد سجلت أهم الانخفاضات في معدلات البطالة لدى الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة من 25,7 في المئة إلى 24,1 في المئة ولدى الأشخاص الحاصلين على شهادة، حيث بلغ معدل البطالة 17,1 في المئة مقابل في المئة 18,3 في المئة سنة من قبل. ومن جهته، عرف حجم السكان النشيطين المشتغلين في حالة شغل ناقص انخفاضا ب42 ألف شخص ليبلغ 1.048 ألف شخص على المستوى الوطني. وانخفض بذلك معدل الشغل الناقص ب 0,4 نقطة مقارنة مع الفصل الأول من سنة 2018، منتقلا بذلك من 10 في المئة إلى 9,6 في المئة على المستوى الوطني، من 9,4 في المئة إلى 9,0 في المئة بالوسط الحضري، ومن 10,7 في المئة إلى 10,4 في المئة بالوسط القروي. وأوضحت المندوبية أن ما يقارب 6 عاطلين من بين 10 (58,5%) هم في طور البحث عن أول شغل 51,1%) بالنسبة للرجال و71,4% بالنسبة للنساء). كما أن أكثر من الثلثين ((68,3% يبحثون عن الشغل لمدة تعادل أو تفوق السنة (63,1% بالنسبة للرجال و%77,3 بالنسبة للنساء). ومن جهة أخرى، فإن 22,8% من العاطلين هم في هذه الوضعية نتيجة الطرد من العمل (17,2%) أو توقف نشاط المؤسسة المشغلة (5,6%). ومن جهة أخرى، فإن 6,7% من العاطلين، أي ما يعادل 81.000 شخص، خلال الفصل الأول من سنة 2019، يئسوا من البحث الفعلي عن العمل، مقابل 7,1% سنة قبل ذلك. كما أن 84% منهم حضريون و 52%ذكور و 45% شباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة و 80% حاصلون على شهادة.