بضع دقائق من الأمطار تهاطلت صباح يوم الأحد 31 مارس المنصرم، كانت كافية لإرباك السير و الجولان بشوارع و أزقة مدينة الرشيدية . أغلب هذه الشوارع ، إن لم نقل جميعها، تحولت الى مجرى سيول جارفة محملة بالأتربة و الأحجار التي اقتلعتها المياه ، حتى أن» قنوات الصرف الصحي» وسط المدينة اختنقت رغم تجديدها مؤخرا ، ما جعلها تلفظ المياه العادمة خاصة بمناطق السوق المغطاة . الذهاب الى حي المسيرة و حي عين العاطي 1 أصبح مستحيلا صباح الأحد بفعل إغلاق القنطرة التي توجد على نهر واد لحمر بسبب إعادة تهيئتها ، حيث استعصى التنقل عبر الممر الوحيد الى الحي، وهو المرور عبر ساحة الواد المذكور الذي أضحى محملا بمياه الأمطار، ما تسبب في منع السكان من المرور من كلا الجانبين لعدة ساعات خاصة أصحاب السيارات . الطريق الوطنية رقم 10 المؤدية من الرشيدية إلى كلميمة غربا ، ظلت مقطوعة كذلك لعدة ساعات . كما غمرت الجهة الشرقية لمدخل المدينة المياه من كل جانب ، حتى أضحت الطرقات لا تظهر بفعل السيول التي غطتها بما فيها مفترقات الطرق الموجودة على مستوى حي أولاد الحاج و مطار مولاي علي الشريف ، ما جعل المياه المنهمرة و الجارفة بقوة من شعاب و وديان صغيرة تأتي على جدران مستودع للتخزين تابع لإحدى مقاولات البناء . في السياق ذاته ، نشير لما تعرض له المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف ، الذي داهمته مياه السيول التي تساقطت على الرشيدية ، و غمرت مختلف الممرات الداخلية للمستشفى حتى كادت المياه تدخل الى مختلف المصالح الصحية كمصلحة الراديو و السكانير ومصلحة طب الرجال و… وما تعرض إليه كذلك ، السوق البلدي الواد لحمر المعروف بسوق الخميس ، الذي غمرته المياه ودخلت الى الدكاكين و محلات البيع و الشراء ما جعل أصحابها يعيشون لحظات عصيبة عنوانها الخوف من حدوث الكارثة . «هكذا تفضح الأمطار، في كل مناسبة، جوانب من التجاوزات التي تعرفها التهيئة المجالية لأكثر من مدينة ، ضمنها الرشيدية ، والتي تصرف عليها أموال طائلة دون أن تكسبها المناعة اللازمة لمواجهة التقلبات المناخية « يقول متتبعون للشأن المحلي .