في مباراة نصف النهاية الأولى التي جمعت فريق كروز أزول المكسيكي ضد فريق ريال مدريد، والتي احتضنها الملعب الكبير بمراكش، بدلا عن المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله الذي تعرت عيوبه، وأصبح غير صالح لاستقبال مباراة تراهن عليها الفيفا من أجل تسويق منتوج جيد، خاصة وأنه يجمع بين فريق الميرنغي، الذي يعج بالنجوم، وفريق مكسيكي يريد أن يترك بصمته في كأس العالم للأندية. المباراة في جميع أطوارها جسدت طموح كل فريق، من خلال تصريحات المدربين حلال الندوة الصحفية التي سبقت المباراة. كارلو أنشيلوتي، مدرب فريق ريال مدريد، توقع أن تأتي مباراة نصف النهاية ضد فريق كروز أزول صعبة، خاصة وأن الفريق المكسيكي يضم لاعبين سبقوا وأن مارسوا داخل»الليغا»، وأن الهدف هو تخطي خذا الفريق، حتى يتحقق بانتزاع اللقب وضمه إلى خزانة النادي التي تفتقده. والمقابل، هدف لويس فيرناندو تينا، مدرب فريق كروز أزول، هو تحقيق حلم مواجهة فريق الريال مدريد. رغبة المدرب أنشيلوتي واحترامه للخصم، جعل فريقه يلعب بواقعية كبيرة، وبنهجه التكتيكي، الذي يعتمد على السرعة واللعب الجماعي ومباغتة الخصم من كل الجهات وبكل الأسماء القوية، التي يضمها خاصة في خط الهجوم. الأسماء الكبيرة في صفوف ريال مدريد جعلت دفاع فريق كروز أزول يحار في تحديد مهاجم واحد صريح، خاصة وأنه كان يوجد بين قطارين سريعين:غاريث بايل وكريستيانو رونالدو، وبين ضاغط قوى اسمه كريم بنزيمة، الذي كان نشيطا وقادرا على فتح الكثير من المساحات لكل من بايل ورونالدو، وخلف هؤلاء القناصون كانت هناك قوة دعم قوية تضغط وتخنق أنفاس لاعبي كروز أزول، حيث كان يتواجد كروس وكربخال وإيسكو وأيضا مارتشيلو، الذي كان يعزز قوة الضغط من حين لآخر، فتعددت الحلول، وأصبح الفريق المكسيكي أمام مد هجومي جارف. صمود الدفاع المكسيكي استمر فقط ربع ساعة، لأن الدقيقة 14 ستحمل هدفا مدريديا من توقيع سيرخيو راموس من ضربة رأسية، لتهتز الجماهير العاشقة للفريق الملكي، ولتزداد رغبة لاعبي الريال في اكتساح دفاع الخصم،خاصة وأنه اعتمد في البداية على الحيطة والحذر، مفضلا عدم مجاراة الفريق الملكي في لعبه، لأن المدرب تينا كان يعي جيدا بأن إمكانيات فريقه لا تسمح له بمجاراة تحرك آلة فريق الريال. ولكي يتأكد ذلك، سيضيف بنزيمة الهدف الثاني في الدقيقة 36. هذا الهدف جعل فريق كروز أزول يغير من نهجه التكتيكي، حيث سيتقدم بعض الشيء إلى الأمام من أجل التخفيف من ضغط المدريديين، وذلك عبر الخروج من قوقعة الدفاع. وفعلا استطاع غزو مربع الحارس كاسياس وضيع فرصا، بل حصل على ضربة جزاء في الدقيقة 39،كانت الثالثة له في الموندياليتو،بعد اثنتين أمام فريق سيدني، لكن اللاعب تورادو لم يستطع تقليص الفارق، وضيع الهدف، مع العلم بأنه نجح في تنفيذ ركلتي جزاء أمام الفريق الأسترالي في لقاء ربع النهاية بالرباط، وهذا يعني أن الجانب النفسي كان حاضرا، وأن هبة كاسياس فعلت دورها. وحتى يخلص الحكم التشيلي إنريكي أوزيس فريق كروز من الضغط، أعلن عن نهاية الشوط الأول بتفوق الفريق الملكي أداء ونتيجة. الجولة الثانية دخلها كروز أزول بالكثير من الرغبة في العودة في المباراة، لكن دفاع ريال مدريد كان حاضرا، وحتى لا يثق الفريق المكسيكي أكثر في قدراته، سينفذ فريق الريال هجوما كاسحا، شارك فيه كل من بنزيمة ورونالدو، الذي سلم كرة مليمترية لبايل، مكنته من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 50. بعد هذا الهدف كان لابد لمدرب كروز أزول من لعب كل أوراقه، فكان الحل دكة الاحتياط، لكن أنشيلوتي رد عليه بشكل فوري، مستعملا قطع غيار أكثر قوة،خاصة مع دخول خيسي وسامي خضيرة، فتقوت رغبة الريال في التسجيل، سيما وأن الجماهير كانت ترغب في أن يوقع رونالدو على أحد الأهداف. وقد أحس بذلك فأراد أن يضيف نوعا من الإبداع، فكانت ضربة مقص عالية، ولعبة راقية بخلف الرجل، لكن الجماهير استمتعت بالفنية دون أن تهتز الشباك. وكان لابد من أن يبصم إيسكو على رابع الأهداف في الدقيقة 72، ليتأكد أن الريال وضع رجليه في النهاية، وأنه حقق رغبة المنظمين الذين يريدون حضورا جماهيريا في المباراة النهاية، ينسون به برك المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وفراغ المدرجات بعد إقصاء فريق المغرب التطواني.