لم يجد أساتذة كلية الطب والصيدلة بأكادير بدّا من اتخاذ قرار مقاطعة مستشفى الحسن الثاني، هذه الخطوة التي جاءت، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، من أجل وضع حدّ للفوضى التي يعرفها التكوين التطبيقي بهذه المؤسسة الاستشفائية في ظل ظروف لا تساعد على تحقيق هذه الغاية التأطيرية، علميا وأكاديميا، الأمر الذي أدى إلى انتشار موجة استياء عارمة في صفوف الأساتذة، الذين ظلوا خلال الفترات الماضية يحاولون المساهمة من موقعهم والدفع بتطوير البنية التأطيرية دون أن تتحقق هذه الغاية. قرار جاء بعد تقييم مستوى التداريب السريرية لطلبة كلية الطب والصيدلة، ومستوى أداء هذه المهمة البيداغوجية، إذ أكد أساتذة ل «الاتحاد الاشتراكي»، وجود نقص مهول في الوسائل التقنية لتأطير الطلبة، إلى جانب خصاص كبير في الطاقم التمريضي والمعدات الطبية، فضلا عن مسلكيات وتجاوزات أخرى متعددة لا تساهم في توفير مناخ صحي للاشتغال، كإقدام مدير المستشفى الجهوي على توجيه رسالة استفسارية لأستاذة بكلية الطب دون احترام المساطر والقوانين الجاري بها العمل، داخل كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والمراكز الاستشفائية الجامعية التابعة لها. اختلالات هيكلية وتقنية وبشرية يتخبط فيها مستشفى الحسن الثاني، وفقا لمصادر الجريدة، في غياب مؤسسة استشفائية جامعية، تتوفر على المواصفات المطلوبة، وقادرة على تقديم عرض صحي يتوافق وحجم الانتظارات والحاجيات، كلها عوامل دفعت، إلى جانب عدم تأهيل المستشفى الجهوي بأكادير، أساتذة كلية الطب والصيدلة للإعلان عن رفضهم المطلق لمواصلة العمل بمضمون اتفاقية الشراكة بين جامعة ابن زهر والمديرية الجهوية لوزارة الصحة بسوس ماسة، مؤكدين استغرابهم من عدم اعتماد نفس النهج الذي أقدمت عليه وزارة الصحة، حين وضعت مستشفيين عموميين بعد تأهيلهما بتمارة وسلا رهن إشارة كلية الطب والصيدلة بالرباط، في الوقت الذي لا تتوفر فيه أكادير على مستشفى جامعي بعد. وجدير بالذكر أن طلبة كلية الطب والصيدلة بمدينة أكادير، قد أقدموا على مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية منذ أيام، احتجاجا على ما أسماه مكتب الطلبة ب «غياب ظروف لائقة بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني من أجل استكمال التداريب في ظل غياب مستشفى جامعي، على غرار باقي كليات الطب والصيدليات بالمغرب».