في إطار أنشطته الثقافية الدورية نظم فرع الجديدة لاتحاد كتاب المغرب بتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري، بمكتبة المؤسسة، يوم الخميس 11 دجنبر 2014 لقاء مفتوحا مع الكاتب المصطفى اجماهري حول روايته «مسالك الانتظار» الصادرة باللغة الفرنسية عن دار لارمتان. جرى اللقاء بحضور المؤلف وجمهور غفير من المهتمين والباحثين والطلبة. وقد أدار اللقاء ذ. عبد العالي الرهوني وساهم فيه الأساتذة : صدوق نور الدين، محمد مستقيم، الحيبب الدائم ربي، عبد المجيد نوسي، عبد الرحمان الساخي وإبراهيم العدراوي. في بداية اللقاء قدم مسير الجلسة نبذة عن المؤلف والرواية مشيرا إلى أن الرصيد البحثي والأدبي للمؤلف قد اغتنى بهذا العمل الروائي الجديد الذي يعد أول تجربة روائية للكاتب بعد أربع مجموعات قصصية باللغة العربية، وسيرة ذاتية وخمسة عشر كتابا في التاريخ المحلي بالفرنسية، مشيرا أيضا إلى أن هذه الرواية مزجت بين العاطفي والتاريخي وتداخلت فيها حكايتان استعاد فيهما المؤلف بعض ملامح مدينتي أنفا ومازغان زمن سبعينيات القرن الماضي. وأعطيت الكلمة للناقد صدوق نور الدين فتحدث، من جهته، عن تجنيس الرواية معتبرا أن هذا العمل، شأنه شأن غالبية الكتابات السردية التي تشهدها الساحة الثقافية الحالية، زاوج بين جنس الرواية والتخييل الذاتي. كما تطرق في عجالة لمسيرة الكاتب الذي استفاد من تجربته الطويلة في مجال البحث والتأليف عند كتابته لهذه الرواية ذات البعد الإنساني. وركز الروائي الحبيب الدائم ربي على حضور مستويين لغويين في الرواية أحدهما صوت المؤرخ الذي يرصد التحولات الزمكانية وصوت الصحفي الذي يكتفي بتسجيل الوقائع والأحداث اليومية. أما الناقد محمد مستقيم فتطرق إلى إشكالية البناء الفني في الرواية حيث وقف على تقنية الميتاكتابة أو الكتابة الواصفة كما أسماها إذ يتم التفكير في الكتابة داخل الكتابة نفسها. وختم تدخله بأن الرواية وإن كانت توهم ببساطتها إلا أنها تمتلك بناء واعيا. وتناول الكلمة الباحث عبد المجيد نوسي فأوضح بأن «مسالك الانتظار» رواية تشتغل على الذاكرة باعتبار كاتبها انشغل لمدة طويلة بالتاريخ المحلي والجهوي رغم كونه راكم أيضا تجربة مهمة في الكتابة السردية. وتأتي كتابته لهذا الرواية للتذكير بالهوى السردي المتجذر حتى في كتابته التاريخية. وشدد الباحث إبراهيم العدراوي على أن قراءة الرواية تستلزم التخلص من المسبقات التي تربط بشكل ميكانيكي بين حياة كاتبها ووقائع متخيلة مما يصادر على قراءتها بشكل متعسف. ومن جهته، حاول ذ. إبراهيم القلعي أن يقرأ الرواية من منظور الإيهام بالواقع والمطابقة التاريخية متوقفا عند بعض ما اعتبره مفارقات في علاقة الرواية بالتاريخ. وفي الأخير أعطيت الكلمة للكاتب المصطفى اجماهري الذي أجاب على مختلف النقط المطروحة بشأن الرواية، شارحا طريقة كتابتها والمحطات التي مرت بها قبل النشر. واختتم اللقاء بنقاش غني بين الحاضرين والمؤلف انصب حول تقنيات الكتابة من جهة ومكانة هذا العمل الإبداعي الجديد في إطار تجربة الكاتب ككل.