كشفت دراسة صدرت يوم أمس الخميس، أن العمليات الإرهابية التي شهدها شهر نونبر الماضي خلفت 5042 ضحية سقطت في 664 هجمة مسلحة كانت 14 دولة مسرحا لها، كما أن معدل الضحايا يصل الى 168 شخصا يوميا. وحسب ما توصلت إليه دراسة ل «بي بي سي» بالتنسيق مع معهد كينغز كوليدج اللندني، فإن تحليل الخسائر البشرية الناتجة عن العمليات التي شنها تنظيم القاعدة والجماعات المتفرعة عنه التي تحمل ذات الأيديولوجيا، يوضح أن عمليات القتل شملت أربعين بلدا يأتي في مقدمتها العراق. وقد تحمل المدنيون العبء الأكبر من العنف. وتشير الأرقام إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يعرف اختصارا بتسمية «داعش»، كان وراء معظم هذه الهجمات، خصوصا في العراقوسوريا مما خلف أكبر عدد من القتلى. فيما احتلت جماعة «بوكو حرام»، التي تنشط في نيجيريا، المرتبة الثانية من حيث التنظيمات الإرهابية المتسببة في سقوط أرواح بشرية. وتكبدت أربع دول، 80 في المائة من مجموع تلك الخسائر وهي العراق، نيجيريا، سورياوأفغانستان. ويعد العراق أكثر البلدان خطرا حيث قتل 1770 شخصا في 233 هجوما تتراوح ما بين إطلاق للرصاص وهجمات انتحارية. وفي نيجيريا قتل 786 شخصا، معظمهم مدنيون، في 27 حادثة نفذتها جماعة بوكو حرام. وكان ذلك العدد من القتلى في هجمات كبيرة بالقنابل وإطلاق نار، مثلما وقع في الهجوم على المسجد المركزي في مدينة كانو الشمالية الذي قتل فيه 120 شخصا. وطالت أيدي «بوكو حرام» دولا عبر الحدود، فقتلت في هجوم في الكاميرون 15 شخصا. ومن بين 16 جماعة متشددة ضالعة في سفك الدماء، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» أكثرها دموية، إذ قتل على يديه 2206 أشخاص في سورياوالعراق، أي بنسبة 44 في المائة من إجمالي القتلى. وحسب البروفيسور بيتر نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج اللندني، فإن تنظيم الدولة الإسلامية « تجاوز، إن لم يكن قد حل محل، تنظيم القاعدة في قيادة الجهاد عالميا». ويشكل المدنيون السواد الأعظم من ضحايا الهجمات الإرهابية، حيث سقط منهم 2079 شخصا، يليهم العسكريون الذين قتل منهم 1723 شخصا. لكن النسبة تختلف بطريقة متباينة بين البلدان. ففي نيجيريا قتل 700 مدني، منهم 57 طفلا على الأقل، و28 عسكريا. بيد أن الوضع في سورياوأفغانستان كان عكس ذلك، حيث شكل قتلى العسكريين حوالي ضعف المدنيين. وقتل من بين 146 ضابط شرطة، 95 في أفغانستان. كما استهدف سياسيون ومسؤولون في أفغانستان، والصومال، حيث قتل 22 شخصا. وعلى مستوى نوعية السلاح المستخدم في طرف التنظيمات الإرهابية في عمليات القتل، فإن القنابل كانت وراء مقتل جل الضحايا، حيث سقط بواسطتها 1653 شخصا، من بينهم 650 في هجمات انتحارية، و555 بواسطة عبوات تقليدية. وأودت الهجمات بالبنادق بحياة حوالي 1574 شخصا على الأقل، بينما قتل 666 في كمائن، تضمنت إطلاق نار. وأعدم نحو 426 شخصا، منهم 50، أفادت تقارير بقطع رؤوسهم في سوريا، واليمن، وليبيا. كما قتلت المدافع والقصف 204 أشخاص، وهوجم 49 بأسلحة حادة.