التحق الطلاب والتلاميذ والمحامون بوقود الثورة ضد العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة المتواجد في حالة صحية حرجة خارج البلاد، حيث سجل المراقبون ووسائل التواصل الاجتماعي خروج عشرات الآلاف من الطلبة والتلاميذ في جميع الكليات والمعاهد والثانويات، وذلك رغم محاولات الشرطة العسكرية منع خروج التظاهرات التي تحول بعضها إلى اعتصامات داخل الجامعات. وخرج طلبة جامعة سطيف بأقطابها المختلفة في مسيرات سلمية جابت مختلف الكليات والمعاهد قبل أن تخرج من الحرم الجامعي نحو مقر ولاية سطيف، ووقف الطلبة طويلا أمام مبنى رئاسة جامعة محمد الأمين دباغين بسطيف مطالبين برفض مخطط العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، فيما ندد الطلبة بتعيين رئيس جامعة الهضاب البروفسور قشي الخير كمدير لحملة المترشح بوتفليقة في ولاية سطيف. وجابت المسيرة التي سار فيها آلاف الطلبة نحو الشارع الرئيسي على طول 3 كلم نحو مقر ولاية سطيف، وصدحت فيها حناجر الطلبة بشعارات كثيرة تطالب برحيل بوتفليقة ومن معه، فيما اكتفت مصالح الأمن بتطويق المسيرة وحمايتها من السيارات. وهو نفس الوضع الذي عاشته الجامعات على طول البلاد وعرضها بدعوات» مجهولة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي أربكت جميع حسابات المتنفذين في قصر المرادية والساعين إلى إذلال الشعب الجزائري بفرض رئيس لا يقوى على الحركة أو النطق منذ سبع سنوات، كما صدحت بذلك الحناجر منذ الجمعة الماضية. من جهتها حذرت زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، من أن الجزائر تعيش أوضاع ما قبل الثورة، محذرة من استمرار الاستفزازات التي تطلقها أحزاب الموالاة وبعض السياسيين والمسؤولين، حيث قالت "هذه الحقرة واحتقار مشاعر المواطنين هي التي أوصلتنا إلى هذا الاحتقان» . وأكدت حنون في تصريح، «هؤلاء أرغموا بوتفليقة على الترشح بالضغوطات والترهيب والترعيب، يقولون له في حال لم تترشح فستدخل الجزائر في الحرب». ودعت الجيش إلى عدم التدخل لأن هذا الحراك هو سياسي وليس أمنيا، ويجب على الجيش أن يكون حياديا. ويرى ممتنعون بأن الجزائر تعيش مرحلة مفتوحة على كل التكهنات، بما فيه سيناريو توقيف المسار الانتخابي أو سحب ترشيح الرئيس، خاصة في ظل تعاظم الحراك الشعبي السلمي. وناشد أويحيى، الوزير الأول، الجزائريين في صيغة تهديد مبطن «التحلي بالحذر واليقظة»، تجنبا -مثلما قال- «لأي انزلاقات قد تحدث خلال هذه المسيرات». وأضاف بهذا الخصوص أن التحلي باليقظة مرده إلى أن النداءات بالتظاهر «تأتي من مصادر مجهولة»، مشيرا بالقول إلى أن هذه المسيرات «جاءت هذه المرة سلمية، غير أنها قد تكون غدا ذات طابع آخر»، محذرا من مغبة حدوث انزلاقات على غرار «محاولة بعض الأطراف إقحام تلاميذ المدارس بالدخول في مثل هذه المسيرات». وكانت مصادر إعلامية فرنسية أشارت إلى أن الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية نبهت إلى حالة الغليان وحذرت من مغبة ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة مما يؤشر على وجود صراعات عميقة بين الجيل الثالث ما بعد تحرير الجزائر، كما أن طبيعة النظام المركزية المغلقة تؤشر على قوة مقاومة التغيير المدعومة بالجيش والمصالح الكبرى.