تشهد الجزائر، لليوم الخامس على التوالي، حراكا شعبيا ومظاهرات لمطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (المقعد) بالتراجع عن الترشح للولاية الخامسة، واجهها الأمن بالقمع والاعتقال. وخرجت مسيرات شارك فيها الآلاف من الجزائريين بأغلب الولايات استجابة لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وكشف مدير الحملة الانتخابية للمرشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الأخير سيقوم بإيداع ملف ترشحه للمجلس الدستوري في الثالث مارس المقبل. وبدورهم خرج آلاف طلاب الجامعات في الجزائر الثلاثاء في مسيرات مناهضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ونظمت وقفات احتجاجية داخل حرم الجامعات في 10 مدن حيث رفع الطلاب شعارات رافضة لخوض بوتفليقة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وشهدت جامعات العاصمة بكلياتها الأربع في بوزريعة ودالي إبراهيم وباب الزوار والجامعة المركزية مسيرات، في حين خرج طلبة كليات الإعلام والعلوم السياسية في مسيرات في الطريق السريع وسط تعزيزات أمنية كبيرة. وشارك طلاب جامعات قسنطينة وسكيكدة شرقي البلاد، ووهران وتيارت غربا، وبجاية والبويرة والمسيلة في الوسط، في وقفات احتجاجية رددوا خلالها هتافات رافضة لترشح بوتفليقة البالغ من العمر 81 عاما والذي أضعفته جلطة دماغية في 2013. من جانبهم، أعلن مثقفون وأساتذة جامعيون “وقوفهم إلى جانب الشعب ومشاركته في كل أشكال المقاومة السلمية”، ودعوه “للاستمرار في مسيرته في سلميتها ومدنيتها وعدم الرد على كل أشكال العنف بالعنف”. كما كان لافتا، التحول في تغطية الأحداث من طرف وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، التي تحدث عن “احتجاجات للطلبة الجامعيين ضد ترشح الرئيس المنتهية عهدته”. ولم يسبق لوسيلة إعلامية حكومية، الإشارة إلى الرئيس بوتفليقة بأنه “منتهي العهدة”، إضافة إلى نقل تصريحات لعدد من نواب المعارضة، الذين انتقدوا حصيلة بوتفليقة في 20 سنة من حكمه تزامنا وعرض بيان السياسة العامة للحكومة من طرف رئيس الوزراء أحمد اويحيى في المجلس الشعبي الوطني “الغرفة السفلى للبرلمان”. كما نظم عدد من الصحفيين العاملين في التلفزيون والإذاعة الحكومية، وقفة احتجاجية طالبوا من خلاها “تحرير الإعلام العمومي”، وتقديم “خدمة عمومية” تنقل نبض الشارع لا “مكرسا لخدمة السلطة” على حد تعبيرهم. يأتي هذا بعد أول رد فعل من الحكومة على الاحتجاجات دعت فيه إلى التمسك “بسلمية التظاهر وعدم الانزلاق إلى “التخريب والعنف”، واقترحت إجراءات سياسية تسمح “بمشاركة الجميع في التغيير”. فقد اعترف رئيس الوزراء، أحمد أويحي، بأن “عددا كبيرا” من المتظاهرين خرجوا احتجاجا على ترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لفترة خامسة، ولكنه قال إن كل واحد حر في الدفاع عن مرشحه “بطرقة سلمية وحضارية”، وصناديق الاقتراع هي الفيصل. ودعا أويحي، أمام البرلمان، الجزائريين إلى “توخي اليقظة” تجنبا “لأي انزلاقات” قد تحدث في هذه المسيرات، التي جرت بسلمية في عدد من الولايات، بما فيها العاصمة، التي يمنع فيها التظاهر منذ 2001. . 1. وسوم