"الاتحاد الاشتراكي" رصدت المبدعين المغاربة للحديث عن مهرجان مراكش وهو يطفيء شمعته الرابعة عشرة، حول ما الذي يميز هذه الدورة عن باقي الدورات؟وما أهمية المهرجان وما تأثيره الإيجابي على السينما المغربية، بل ما دوره في نشر ثقافة التسامح والتواصل بين شعوب العالم من خلال الفن السابع الذي هو إبداع بلسان يوحد العالم بإسره، ثم هل الفنانون المغاربة راضون عن السير العام للمهرجان، وماهي ملاحظاتهم حول هذا الفعل الثقافي والحداثي المهم؟ مع أسماء مهمة من ساحة التمثيل والاخراج في السينما المغربية، المخرجة فريدة بليزيد ، محمد خيي، ومحمد الشوبي الذين كان لهم رأي في الموضوع: محمد خيي : مهرجان مراكش بوابة نطل منها على السينما في العالم سأقول لك حقيقة أحس بها،وأتمتع بها، وكنت دائما أحلم بها، وهي أنني كنت أحلم أن يكون لدينا مهرجان من هذا المستوى، مستوى مهرجان مراكش، فقد كنت أرى مهرجانات مصرية، فرنسية، أمريكية، وكنت دائما أسائل نفسي لما لا يكون لدينا مهرجان كبير من هذا المستوى؟! ، والحمد لله ان لدينا الآن مهرجان مراكش والذي اصبح محطة لتبادل الافكار، وتبادل التجارب، ويتيح فرصة للمبدعين السينمائيين المغاربة ان يطلعوا على أعمال سينمائية لأِناسٍ سبقونا في هذا الميدان، وبالطبع هناك مجال كبير للاستفادة، اللهم اذا لم تكن لنا الرغبة في الاستفادة.. مهرجان مراكش يجب ان نفتخر به خصوصا انه يستقطب كبار مشاهير السينما في كل أصناف إبداعها من مخرجين وكتاب وممثلين ومنتجين، وبالتالي فهذا شيء رائع ان يكون لدينا مهرجان سواء بمراكش او بطنجة او بخريبكة او بغيرها.. وهي مهرجانات تتيح لنا ان نتعرف على تجارب أُخرى وثقافات أُخرى وحياة شعوب أخرى، وما وصل اليه السينمائيون في دول أخرى، إذن فهذه المهرجانات تفتح لنا هذا المجال.. صحيح نحن نرغب أن نرى كل الممثلين والفنانين المغاربة، لكن هناك ظروف بالنسبة لإدارة المهرجان، حيث يصعب استدعاء الجميع، فمن تم استدعاؤه هذه السنة يمكن استدعاء اخر في السنة الموالية وهكذا دواليك، لكن المهم بالنسبة لي هو استمرارية هذا المهرجان، لأنه يشكل بالنسبة لنا بوابة نطل منها على السينما العالمية، ونتعرف من خلالها على السينمائيين العالميين، ولا يجب ان ننسى ان هذا المهرجان يعرف بالمغرب وحضارة المغرب وثقافة المغارية وسياحة المغرب . في هذه السنة الافلام المشاركة جيدة جدا ،لقد تابعنا ضمن فعاليات المهرجان فيلما لأزريبدجان ، وهو فلم جميل جدا وحين تشاهده تحس انهم يشتغلون يعملون بجدية ولديهم الصبر من أجل الابداع، وليسوا متسرعين، فالعمل الذي رأيناه سواء من حيث الاخراج او التصوير او التشخيص يتبين ان هؤلاء يحملون بجدية هم تطوير الصناعة السينمائية في بلادهم، ومن اجل الوصول إلى العالمية، ولكي نصل الى العالمية يجب اولا ان نتطرق الى المسائل المحلية ونطرح واقعنا المعيش، من اجل فرض خصوصيتنا . الشوبي: تأسيس الهوية التي نفتخر بها دائما موجود تحية لقراء جريدتنا الغراء الاتحاد الاشتراكي، تحية لجميع العاملين بهذه الجريدة التي نحبها ونقدرها، بالنسبة لي مهرجان مراكش في هذه السنة، يؤكد أن تأسيس الهوية التي نفتخر بها دائما هو موجود. مهرجان مراكش في هذه الدورة جاء بأفلام جميلة جدا، لكن الذي أود الإشارة إليه في هذه المناسبة أن المهرجان ليس مسؤولا عمن حضر، فهناك أناس حضروا بصفة مشبوهة وتشير بعض الكتابة الصحافية انهم مغبونين، والواقع ان هؤلاء حضروا بطرقهم الخاصة ولا علاقة للمهرجان بهذه المسألة، الذي يوجه الدعوات في المهرجان هو مجموعة من الأطراف، كل طرف يدعو حسب ما يريد إيصاله، فهناك قنوات صحافية وجهت الدعوة لأناس وأدت واجب إقامتهم في دور خاصة وأنهم غير موجودين ضمن خريطة المهرجان ولكن لديهم الحق في البطاقة (البادج) لديهم الحق لولوج قاعات العرض ومشاهدة الأفلام، يمرون من السجاد الأحمر، مع العلم أن السجاد الأحمر غير مسؤول عنه المهرجان ككل، بمعنى أخر إن المهرجان ليس مسؤولا على كل ما يقع خارجه، فهناك أُناسٌ مدعوون بصيغ أخرى، بل الطريف أن هناك أناسا مدعوون من طرف أُناسٍ مدعوين هم انفسهم من طرف المهرجان، وهناك أُناسٌ استدعاهم المهرجان وجاء اخرون باسمهم، وهذه إشكالية يجب ان تُحل من خلال وضع قانون ينظم هذا المجال ، وأنا شخصيا أقول بأنه لا يجب استدعائي اذا لم اكن لائقا لهذا المهرجان، إذا لم يكن لدي فيلم، أو ليست لدي إضافة معينة لهذا المهرجان لا يجب أن أُسْتدعى، وهذا حق المهرجان لأنه صيغة من صيغ الاحتفال بالمغرب وليس بالمغاربة، المغاربة يجب ان يكونوا جنودا مجندين وراء مهرجان دولي، لأن هذا المهرجان يعطي قيمة للمغرب في العالم بإسره سواء في الهند او فرنسا او أمريكا مع مجموعة من الدول التي هي في حقيقة الامر من يسير هذا العالم.. ومن هذا المنبر أقول إذا لم أكن نافعا لهذا المهرجان لا يجب ان أحضره، لا يجب أن تكون هناك تلك الأنانيات البسيطة والصغيرة.. قرأت الكثير من المقالات الصحافية التي تقول بأنه تم إقصاء الممثلين المغاربة، مثلا لماذا سأستدعي ممثلا مسرحيا،؟! فالممثل المسرحي يجب أن يذهب إلى مهرجان للمسرح، ليس معقولا استدعاء شخص وهو ليس له أي فعل سينمائي وبالتالي يجب على كل واحد أن يكون في حجمه، أنا إذا لم أكن ممثلا أو فاعلا في المسرح لا يجب استدعائي لمهرجان المسرح، وإذا لم أكن سينمائيا لا يجب أن يستدعوني للسينما، وإذا لم أكن موسيقيا لا يجب أن أُستدعى لمهرجان للموسيقى، فهل سمعتم أن الشوبي مثلا تم استدعاؤه لمهرجان موازين أو مهرجان كناوة أو اي شيء ليست له علاقة بها؟! الواقع هناك كثرة القيل في هذا الشأن والذي يجب أن يعرفه الجميع أن هذا المهرجان ليس عرسا بل هو احتفاء بالسينما في إطار دولي عالمي مغربي يسوق للمغرب خارجيا، لا يهمنا من يسب داخل البلاد ولكن الذي يهمنا ان لا تشتمنا الجزائر أو أية دولة أخرى معادية لنا، نحن أقوى من جميع الإرهابات السياسية الموجودة في العالم، لهذا يجب ان نتفق ويجب أن يكون لدينا إجماع وطني، وإذا كنا وطنيين حقيقيين يجب ان ندافع عن البلد . فريدة بليزيد : المهرجان واجهة للتواصل يمكن الحديث عن السينما المغربية دون أن يقفز إلى ذهنك اسمها ، ولا يمكن لك أن تناقش واقع وآفاق الفن السابع عامة، دون أن تحضرك صورتها ، فهي المرأة التي زاوجت بين الإخراج وكتابة السيناريو ، وتمكنت من فرض ذاتها كمعادلة أساسية، داخل سينما المرأة ليس في المغرب فحسب ، وإنما في العالم العربي والقارة الإفريقية . الأمر يتعلق بالسينمائية فريدة بليزيد التي تحضر فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، كعادتها في مختلف الدورات السابقة ، حيث أكدت أن ما يعجبها كثيرا في المهرجان هو البرمجة المتنوعة ، من خلال الأفلام سواء تلك المشاركة في المسابقة الرسمية أو خارج المسابقة، معبرة عن تنويهها بالأعمال التي شاهدتها إلى حد الآن. وقالت صاحبة "خوانيتا" و"الدارالبيضاء الدارالبيضاء" وغيرها من الأعمال، إن المهرجان استحق لقبه الدولي بالنظر إلى أن القارات الخمس ، ممثلة في هذه الدورة، وهي إشارة لها قيمتها ودلالاتها، حيث يتم فسح المجال، للتعرف على المستوى السينمائي في بلدان أخرى ، لا نعرف عن صناعتها السينمائية أي شيء ، ولكن بفضل المهرجان يمكن التعرف عليها والاطلاع على مستواها، ومجرد اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية ، أو من خلال تكريمها ، يعد لبنة أساسيةللمهتم بالسينما لتكوين المستوى الذي وصلته تلك البلدان. وأضافت بليزيد، أن المهرجان يمنح الفرصة، مشاهدة الأفلام غير المعروضة في القاعات، ومشاهدة نجوم كبار ، وهي خطوة في صالح المغرب ، لأنها واجهة للتعريف بما يزخر به من إمكانيات. وعن الفيلم المغربي"جوق العميين"المشارك في المسابقة الرسمية، أكدت فريدة بليزيد ، ان اختياره من طرف لجنة انتقاء الافلام، يدل على أن المغرب ينتج أعمالا جيدة. وأضافت أن السينما المغربية تطورت بشكل ملحوظ الفترة الأخيرة، إلا أن المشكل الذي يصادفها حاليا هو قلة القاعات السينمائية، حيث أغلقت الكثير منها أبوابها، وهوإشكال حقيقي. أما على مستوى الانتاج فترىبليزيد وجود أفلام عالية الجودة وأخرى بميزة المتوسط، وهي ظاهرة لا يعاني منها المغرب فحسب، وانما هي ظاهرةعامة، تطال حتى كبريات الدول بصناعتها السينمائية. ودعت بليزيد إلى خلق قنوات التواصل بين السينمائيين المغاربة، وضيوف المهرجان خلال تنظيم برمجة لقاءات بين الطرفين، لتكون الاستفادة شاملة. وبخصوص آخرأنشطتها ، تقول فريدة بليزيد أنها في طور مونتاج سلسلة وثائقية عن الموسيقى الامازيغية ، بعد جولة شملت كل مناطق المغرب ، لمدة عام كامل. وعن أعمالها السينمائية قالت فريدة بليزيد، إنها أخرجت فيلما عن الصحراء، مؤكدة أن من هموم السينما المغربية هو لا أحد يروج أفلامها بالخارج، على الرغم من وجود أعمال جيدة جدا ، ولها فرصة النجاح دوليا. وختمت فريدة بليزيد حديثها بالتأكيد على أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يشكل قاطرة حقيقية لإنعاش السينما المغربية ، لأنه يمكن للمهنيين والمشتغلين بالفن السابع من الوقوف على تجارب اخرى .