إلى من ستعود الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة؟ ماهي الأفلام القصيرة التي ستمنحها لجنة التحكيم جوائزها ؟هل حققت الأفلام المتوسطية المشاركة في هذه الدورة إضافات جديدة للسينما المغربية؟ هل كرست الأفلام القصيرة المغربية في هذه الدورة نفس الأمل الذي سجلته دورة طنجة سنة 95 بخصوص سينما الشباب؟ هل تم بالفعل تجديد سؤال السينما والثقافة والمجتمع بما يلزم من النقد الحقيقي والحوار الجدي.. أسئلة أولية تطرحها معطيات الدورة العاشرة للمهرجان، تستدعي التفكير واسترجاع وقائع هذه الدورة. ومن هذه الوقائع، عرفت فعاليات الدورة الحالية عقد أكثر من أربعين لقاء مباشرا ما بين مخرجين وممثلين والنقاد ومهنيي السينما. هذه اللقاءات تميزت بالنقاشات، إذ شكلت فرصة للتداول والحوار حول الأفلام المغربية والمتوسطية بحضور مخرجيها، يمكن القول معها، أن كل النقاشات هي ضرب من التعبير عن العلاقة بالسينما، وعن نوع من التعلق بها ، ما جعل تلك العلاقة الحوارية مع المخرج التي تخلقها هذه المناقشات، هي تعبير واستجابة لتقديم مجموعة من التساؤلات التي قد تكون لها علاقة مباشرة بالسينما، كما قد لا تكون لها أية علاقة.. كما أن هذه النقاشات أفرزت، نوعا آخر من النقاش لا يملك مسافة نقدية وفكرية مع القضايا التي طرحتها الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، بينما نجد أخرى تسعى إلى ربط الفيلم بانطباعات ونعوت نابعة من السرعة في الحكم على إبداع سينمائي يتطلع إلى أفق أفضل للسينما المغربية والمتوسطية. وإجمالا، فكل النقاشات التي أفرزتها الأفلام المشاركة في المسابقة قد تعد إرهاصات وبدايات لنقاش عميق حول السينما المغربية والمتوسطية الذي لم يكتمل بعد.. كما سيعرف اليوم الأخير من الدورة العاشرة للمهرجان ، إلقاء جمعية «مواهب متوسطية» درس حول السينما ستلقيه كل من المخرجة وكاتبة السيناريو دانييل سويسا، وحسن لكزولي، المخرج وكاتب السيناريو، اللذين سيستعرضان تجاربهما في الكتابة، وسيتحدثان عن أدوات العمل وعن أساليبهما الشخصية للإجابة على السؤال الذي يطرح دائما «من أين نبدأ؟» بينما سيتولى تنسيق الدرس ديديي بوجار، مدير جمعية «مواهب متوسطية». وكان مدير المركز السينمائي نورالدين الصايل، أن أكد في كلمته الافتتاحية بمناسبة الدورة، أن ولادة فكرة المهرجان، مرتبطة بهاجس الاهتمام بما تنتجه فئة الشباب، أخذا بعين الاعتبار أن الفيلم القصير هو بمثابة مدخل أساسي للانخراط في إبداع الفيلم السينمائي الطويل. و أن هاجس تطوير هذه التظاهرة بات شيئا ملازما، ومن هنا تقرر إحداث لجنة تقنية استشارية، لأجل تحقيق طفرة نوعية تضمن الاستمرارية وتضع قطيعة مع الجمود وبالتالي بلوغ مستوى مشرف، يضاهي ما تنتجه البلدان الأخرى المتقدمة في هذا المجال الفني. وتتشكل هذه من: حميد العيدوني، محمد باكريم، فريدة بليزيد، أحمد لفتوح، المختار لغزيوي، حسن نرايس، نفيسة السباعي، مومن السميحي، مريم التوزاني، لحسن زينون. الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، كانت حاضرة في كواليس هذه الدورة من خلال اللجنة التحضيرية للجمع العام الاستثنائي المكونة من: النادي السينمائي سيدي قاسم، النادي السينمائي بالقنيطرة، نادي مرتيل للسينما والثقافة، النادي السينمائي بخريبكة، نادي دون كيشوط للسينما بطنجة، التي أخبرت في بلاغ لها، أنه تم وضع الوثائق القانونية من أجل انعقاد هذا الجمع يوم السبت 13 أكتوبر 2012 في الساعة العاشرة صباحا بقاعة الخزانة السينمائية بالمركز السينمائي المغربي. وأنه على جميع الاندية التي هي في وضعية قانونية إرسال ملفها القانوني إلى اللجنة التحضيرية على العنوان التالي: صندوق البريد رقم 9 مرتيل. وفي شق آخر من فعاليات هذه الدورة، أعلن عن تشكيل لجنة تحكيم الخاصة ب «جائزة الشباب» التي ستمنح للفيلم المتوج من بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان. في هذا الاطار تم عرض مجموعة من الأفلام التي أخرجها طلبة مدارس السينما بالمغرب. إذن، دورة مهرجان الفيلم القصير المتوسطي المرقمة تحت رقم 10، مفتوحة على كل التساولات والانتظارات والآمال كذلك.. ، لأن تجربة السينمائيين الشباب المغاربة أكيد أنها ستحقق الحركية ، و ستمنح للفيلم المغربي فرصة أخرى للانتشار وطنيا، عربيا ودوليا، كمنعطف يفتح المجال أمام شباب قادم لإعطاء دينامية جديدة للسينما المغربية بصيغة المتوسط.